415
شرح فروع الکافي ج4

اللّه إلى السماء وبقي اُسّه ، وبُني بحيال هذا البيت ، يدخل كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبدا ، وأمر اللّه إبراهيم وإسماعيل ببناء البيت على القواعد» ۱ . ۲
وقد اختلف المفسّرون في تفسير الآيات البيّنات ، فقيل : مقام إبراهيم بيان لها باعتبار اشتماله على آيات كأثر رجليه عليه السلام فيه ، وغوصهما إلى الكعبين ۳ ، والآية بعض الصخرة دون بعض ، وحفظه في مدّة مديدة مع أعداء غير عديدة .
أو باعبتار طيّ الآيات الباقية ، فكأنّه قيل : مقام إبراهيم والحجر الأسود وأنّ مَن دخله إلى غير ذلك كقول جرير :

كانت حنيفة أثلاثاً فثلثهممن العبيد وثلثٌ من مواليها۴
بتقدير وثلث من الأوساط ليسوا بالعبيد ولا الموالي .
وبهذا يشعر خبر ابن سنان ۵ حيث فسّر الآيات فيه بمقام إبراهيم، والحجر الأسود ، ومنزل إسماعيل والأخيران مطويّان ، وأيّده البيضاوي بقراءة «آية بيّنة» . ۶
وقيل : مقام إبراهيم عطف بيان لخبر «إنّ» ، وهو «لَلَّذِي بِبَكَّةَ» ، فإنّ الحرم كلّه مقام إبراهيم .
وأيّد ذلك بأنّ الآية نزلت ردّا على اليهود حيث فضّلوا بيت المقدس على المسجد الحرام ، وعلى هذا تكون الآيات كلّها مطويّة بناء على ظهورها ، كإهلاك أصحاب الفيل وغيرهم ممّن هتك حرمة الحرم ، واجتماع الظباء مع الكلاب فيه ، وأنّ الطير لا تعلو البيت وغير ذلك .
وجوّز البيضاوي كون مقام مبتدأً محذوفاً خبره ، أي منها مقام إبراهيم أو بدلاً من

1.الفقيه، ج ۲، ص ۲۴۲، ح ۲۳۰۲؛ علل الشرائع، ص ۳۹۸ ۳۹۹، الباب ۱۴۰، ح ۱؛ و هو الحديث الثاني من باب إنّ أوّل ما خلق اللّه الأرضين موضع البيت من الكافي؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۲۰۸ ۲۰۹، ح ۱۷۵۸۰.

2.كنز العرفان، ج ۱، ص ۲۵۹ ۲۶۰.

3.جوامع الجامع، ج ۱، ص ۳۱۱؛ تفسير النسفي، ج ۱، ص ۱۶۷؛ الكشّاف، ج ۱، ص ۴۴۷.

4.جوامع الجامع، ج ۱، ص ۳۱۱؛ الكشّاف، ج ۱، ص ۴۴۷.

5.هو الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي.

6.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۶۸.


شرح فروع الکافي ج4
414

أي أوّل بيت وضع لعبادة الناس .
ففي كنز العرفان:
سُئل النبيّ صلى الله عليه و آله عن أوّل مسجد وضع ، فقال : المسجد الحرام ، ثمّ بيت المقدس . ۱
وسُئل عليّ عليه السلام : أهوَ أوّل بيت؟ قال : «كان قبله بيوت ، لكنّه أوّل بيت وضع للناس ، وأوّل من بناه إبراهيم عليه السلام ، ثمّ بناه قوم من العرب من جرهم ، ثمّ هُدِم فبنته العمالقة ، ثمّ هدم فبناه قريش» . ۲
وعن ابن عبّاس : هو أوّل بيت حُجَّ بعد الطوفان . ۳
وقيل : أوّل بيت ظهر على وجه الماء عند خلق السماء والأرض ، خلقه اللّه قبل أن خلق الأرض بألفي عام ، وكان زبدة بيضاء على وجه الماء ، ثمّ دُحيت الأرض من تحته ۴ ، وهذا القول محمول على مكان البيت لا البيت نفسه .
وقيل : أوّل بيت بناه آدم عليه السلام . ۵
وقيل : لمّا هبط آدم قال له الملائكة : طف هذا البيت فلقد طفنا قبلك بألفي عام، وكان في موضعه قبل آدم بيت يقال له : الضُرّاح ، فرفع في الطوفان إلى السماء الرابعة يطوف به الملائكة . ۶
وقيل : إنّه أوّل بيت بالشرف لا بالزمان . ۷
وعن أبي خديجة عن الصادق عليه السلام : «إنّ اللّه تعالى أنزله من الجنّة ، وكان درّة بيضاء، فرفعه

1.مسند أحمد، ج ۵، ص ۱۵۷ و ۱۶۶؛ صحيح البخاري، ج ۴، ص ۱۳۶؛ صحيح مسلم، ج ۲، ص ۶۳؛ سنن ابن ماجة، ج ۱، ص ۲۴۸، ح ۷۵۳؛ سنن النسائي، ج ۲، ص ۳۲؛ و السنن الكبرى له أيضا، ج ۱، ص ۲۵۵ ۲۵۶، ح ۷۶۹، و ج ۶، ص ۳۷۶ ۳۷۷، ح ۱۱۲۸۱؛ صحيح ابن حبّان؛ ج ۴، ص ۴۷۵؛ الكشّاف، ج ۱، ص ۴۴۶.

2.تفسير الرازي، ج ۸ ، ص ۱۵۴؛ البحر المحيط، ج ۳، ص ۶؛ الكشّاف، ج ۱، ص ۴۴۶.

3.الكشّاف، ج ۱، ص ۴۴۶.

4.تفسير ابن العربي، ج ۱، ص ۱۳۷؛ الكشّاف، ج ۱، ص ۴۴۶؛ تفسير البغوي، ج ۱، ص ۳۲۸؛ تفسير الرازي، ج ۸ ، ص ۱۵۳.

5.الكشّاف، ج ۱، ص ۴۴۶؛ تفسير الثعلبي، ج ۳، ص ۱۱۵؛ تفسير البغوي، ج ۱، ص ۳۲۸؛ تفسير النسفي، ج ۱، ص ۱۶۷.

6.الكشّاف، ج ۱، ص ۴۴۶؛ عوالي اللآلي، ج ۲، ص ۸۳ ، ح ۲۲۵؛ البحر المحيط، ج ۳، ص ۶.

7.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۶۷؛ تفسير أبي السعود، ج ۲، ص ۶۰.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 142173
صفحه از 662
پرینت  ارسال به