45
شرح فروع الکافي ج4

معاذ بن كثير عن أبي عبداللّه عليه السلام ، وتارةً يرويه عنه عليه السلام بلا واسطة ، وتارةً يفتي به من قِبل نفسه ولا يسنده إلى أحد .
ولو سلم من جميع ما ذكر لكان خبرا واحدا لا يوجب علما ولا عملاً ، وأخبار الآحاد لا يجوز الاعتراض بها على ظاهر القرآن والأخبار المتواترة . انتهى . ۱
أو إلى محمّد بن يعقوب بن شعيب وهو مجهول الحال غير مذكور في كتب الرجال ، وكلّ من تلك الأخبار مشتمل على ضعف آخر باعتبار باقي السند .
نعم ، قد روى في الموثّق عن أبي بصير أنّه سأل أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ» ، قال : «ثلاثين يوما» . ۲
ورواها الشيخ عن الحسن بن حذيفة بن منصور ، ۳ وهو غير صريح في المدّعى ، ولعلّه مبنيّ على الغالب .
وهذه الأخبار مع ضعفها مضادّة للمشاهدة ، معارضة لأخبار كثيرة معتمدة ، منها : إطلاق الأخبار الدالّة على اعتبار الرؤية وعمومها ، وقد سبق . وخصوص ما دلّ على أنّ شهر رمضان يصيبه النقص كسائر الشهور ، وقد سبق نُبذٌ منها ، ومنها : رواية محمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهماالسلامقال : «شهر رمضان يصيبه ما يصيب الشهور من النقصان ، فإذا صمت تسعة وعشرين يوما ثمّ تغيّمت السماء فأتمّ العدّة ثلاثين يوما» . ۴
وعن محمّد بن الفضيل ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن اليوم الذي يشكّ فيه ولا يدرى أهو من شهر رمضان أو من شعبان ؟ فقال : «شهر رمضان شهرٌ من الشهور يُصيبه ما يُصيب الشهور من الزيادة والنقصان ، فصوموا للرؤية وافطروا للرؤية ، ولا

1.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۷۶ ، ح ۴۸۷ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۷۲ ، ح ۲۲۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۱ ، ح ۱۳۳۹۹ .

2.الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۶۶ ، ذيل ح ۲۱۵ ، ومابين الحاصرتين منه .

3.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ ، ح ۲۰۴۳ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۳ ، ح ۱۳۴۰۳ .

4.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۵۵ ، ح ۴۲۹ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۶۲ ، ح ۱۹۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۶۱ ۲۶۲ ، ح ۱۳۳۶۹ .


شرح فروع الکافي ج4
44

والكامل تامّ] ، وشوّال تسعة وعشرون يوما ، وذو القعدة ثلاثون يوما لا ينقص أبدا ؛ لأنّ اللّه تعالى يقول : «وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً»۱ ، وذو الحجّة تسعة وعشرون يوما ، ثمّ الشهور على مثل ذلك شهر تام وشهر ناقص ، وشعبان لا يتمّ أبدا» . ۲
وعن ياسر الخادم وهو مهمل الذكر في كتب الرجال ۳ قال : قلت للرضا عليه السلام : هل يكون شهر رمضان تسعة وعشرين يوما ؟ فقال : «إنّ شهر رمضان لا ينقص من ثلاثين يوما أبدا» . ۴
وقد بالغ الصدوق رضى الله عنه في ذلك حيث قال :
من خالف هذه الأخبار وذهب إلى الأخبار الموافقة للعامّة في ضدّها اتّقي كما يتّقى العامّة ، ولا يُكلّم إلّا بالتقيّة كائنا مَن كان ، إلّا أن يكون مسترشدا فيرشد ويبيّن له ، فإنّ البدعة إنّما تماث وتبطل بترك ذكرها ، ولا قوّة إلّا باللّه . ۵
وقد عرفت أنّ هذه الأخبار مع تظافرها راجعة إلى خبرين ؛ لانتهائها إلى حذيفة بن منصور ، وقد قال الشيخ قدس سره :
وهذا [الخبر]لا يصلح العمل به من وجوه ؛ أحدها : أنّ متن هذا الخبر لا يوجد في شيء من الاُصول المصنّفة ، وإنّما هو موجود في الشواذّ من الأخبار .
ومنها : أنّ كتاب حذيفة بن منصور عري من هذا الخبر ، وهو كتاب معروف مشهور ، فلو كان [هذا]الخبر صحيحا عنه لتضمّنه كتابه .
ومنها : أنّ الخبر مختلف الألفاظ ومضطرب المعاني ؛ ألا ترى أنّ حذيفة تارةً يرويه عن

1.الأعراف (۷) : ۱۴۲ .

2.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۷۰ ، ح ۲۰۴۲ ؛ معاني الأخبار ، ص ۳۸۲ ۳۸۳ ، باب نوادر المعاني ، ج ۱۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۲ ، ح ۱۳۴۰۱ . ولا يخفى أنّ ذيل الحديث موافق لرواية الشيخ الطوسي في الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۶۷ ۶۸ ، ح ۲۱۶ ؛ وتهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۷۱ ، ح ۴۸۳ ، وعبادة الصدوق هكذا : « ... وذو القعدة ثلاثون يوما ؛ لقول عزّوجلّ : «وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ يَوما» ، فالشهر هكذا ثمّ هكذا ، أي شهر تامّ وشهر ناقص ، وشهر رمضان لاينقص أبدا ، وشعبان لا يتمّ أبدا» .

3.اُنظر : الفهرست ، ص ۲۶۷ ۲۶۸ ، الرقم ۸۲۱ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ۲۰ ، ص ۸ ، الرقم ۱۳۴۱۰ .

4.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ ، ح ۲۰۴۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۳ ، ح ۱۳۴۰۳ .

5.المصدر المتقدّم .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 176684
صفحه از 662
پرینت  ارسال به