معاذ بن كثير عن أبي عبداللّه عليه السلام ، وتارةً يرويه عنه عليه السلام بلا واسطة ، وتارةً يفتي به من قِبل نفسه ولا يسنده إلى أحد .
ولو سلم من جميع ما ذكر لكان خبرا واحدا لا يوجب علما ولا عملاً ، وأخبار الآحاد لا يجوز الاعتراض بها على ظاهر القرآن والأخبار المتواترة . انتهى . ۱
أو إلى محمّد بن يعقوب بن شعيب وهو مجهول الحال غير مذكور في كتب الرجال ، وكلّ من تلك الأخبار مشتمل على ضعف آخر باعتبار باقي السند .
نعم ، قد روى في الموثّق عن أبي بصير أنّه سأل أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ» ، قال : «ثلاثين يوما» . ۲
ورواها الشيخ عن الحسن بن حذيفة بن منصور ، ۳ وهو غير صريح في المدّعى ، ولعلّه مبنيّ على الغالب .
وهذه الأخبار مع ضعفها مضادّة للمشاهدة ، معارضة لأخبار كثيرة معتمدة ، منها : إطلاق الأخبار الدالّة على اعتبار الرؤية وعمومها ، وقد سبق . وخصوص ما دلّ على أنّ شهر رمضان يصيبه النقص كسائر الشهور ، وقد سبق نُبذٌ منها ، ومنها : رواية محمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهماالسلامقال : «شهر رمضان يصيبه ما يصيب الشهور من النقصان ، فإذا صمت تسعة وعشرين يوما ثمّ تغيّمت السماء فأتمّ العدّة ثلاثين يوما» . ۴
وعن محمّد بن الفضيل ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن اليوم الذي يشكّ فيه ولا يدرى أهو من شهر رمضان أو من شعبان ؟ فقال : «شهر رمضان شهرٌ من الشهور يُصيبه ما يُصيب الشهور من الزيادة والنقصان ، فصوموا للرؤية وافطروا للرؤية ، ولا
1.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۷۶ ، ح ۴۸۷ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۷۲ ، ح ۲۲۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۱ ، ح ۱۳۳۹۹ .
2.الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۶۶ ، ذيل ح ۲۱۵ ، ومابين الحاصرتين منه .
3.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ ، ح ۲۰۴۳ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۳ ، ح ۱۳۴۰۳ .
4.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۵۵ ، ح ۴۲۹ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۶۲ ، ح ۱۹۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۶۱ ۲۶۲ ، ح ۱۳۳۶۹ .