461
شرح فروع الکافي ج4

الذي رمى به عليّ عليه السلام من ظهر الكعبة لمّا علا ظهر رسول اللّه صلى الله عليه و آله فأمر بدفنه عند باب بني شيبة، فصار الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنّة لأجل ذلك» ۱ الحديث .
والمأزمان على ما قاله الشهيد الثاني: بالهمز الساكن ثمّ الزاي المكسورة: الطريق الضيّق بين الجبلين . ۲
وقال الجوهري : ۳ المأزم ويقال: المأزمان: مضيق بين جمع وعرفة، وآخر بين مكّة ومنى . ۴ انتهى .
وأصل الأزم: الشدّة والضيق، ومنه قيل للسنة المُجْدِبة أزمَة ۵ ، والظاهر أنّ المراد المضيق بين جمع عرفة؛ لشيوع إطلاق المأزمين عليه في الأخبار وكلام العلماء الأخيار .
قوله في حسنة معاوية بن عمّار : (إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أقام بالمدينة عشر سنين لم يحجّ) إلخ .[ح 4 / 6852] قال طاب ثراه : أي لم يحجّ تسع سنين، ثمّ نزل فرض الحجّ في السنة العاشرة ، فلا عبرة بما في بعض روايات العامّة: أنّ فرضه كان في سنة ستّ، وفي بعضها في سنة خمس ۶ ، وبطل ما قال بعضهم: إنّ أمره صلى الله عليه و آله بالتأذين في السنة العاشرة دلَّ على أنّ وجوب الحجّ ليس على الفور . ۷

1.علل الشرائع، ج ۲، ص ۴۴۹ ۴۵۰، الباب ۲۰۳، ح ۱؛ الفقيه ، ج ۲، ص ۲۳۸، ح ۲۲۹۲، وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۲۰۶ـ ۲۰۷، ح ۱۷۵۷۴.

2.شرح اللمعة، ج ۲، ص ۲۸۰.

3.كذا بالأصل، و المذكور في صحاح اللغة، ج ۵، ص ۱۸۶۱ (أزم) خصوص المعني الأوّل، و المعنيان مذكوران في القاموس.

4.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۷۴.

5.اُنظر: غريب الحديث لأبي عبيد الهروي، ج ۳، ص ۳۳۰ (أزم).

6.اُنظر: المجموع للنووي، ج ۷، ص ۱۰۲؛ روضة الطالبين، ج ۷، ص ۴۰۶ و ۴۰۹؛ الإقناع، ج ۲، ص ۲۱۱؛ شرح صحيح مسلم للنووي، ج ۱، ص ۱۸۷ و ۲۲۰؛ عمدة القاري، ج ۱، ص ۱۲۱.

7.اُنظر: نصب الراية، ج ۳، ص ۷۴؛ نيل الأوطار، ج ۵، ص ۹؛ فتح العزيز، ج ۷، ص ۳۱؛ المغني لابن قدامة، ج ۳، ص ۱۹۶؛ الشرح الكبير، ج ۳، ص ۱۷۷؛ المجموع، ج ۷، ص ۱۰۲ و ۱۰۳.


شرح فروع الکافي ج4
460

وفيما سيأتي عن سليمان بن مهران؛ إذ تلك العشرون لابدّ أن تكون غير حجّة الوداع بقرينة الاستسرار ، فينبغي أن يحمل على ما عدا حجّة الوداع قوله عليه السلام : «حجّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله عشرين حجّة» في خبر عمر بن يزيد، ولا ينافي ذلك قوله عليه السلام في خبر عبداللّه بن أبي يعفور: أنّه حجّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله عشر حجّات مستسرّا ۱ ؛ إذ ليس فيه نفيٌ للزيادة .
وربّما يُقال: إنّه صلى الله عليه و آله حجَّ عشرين حجّة، تسع عشرة قبل الهجرة وواحدة بالمدينة .
وحكى طاب ثراه عن عياض: أنّه صلى الله عليه و آله حجَّ بمكّة حجّتين، وما ذكر حجّة عليهما ، ولعلّ السرّ في استسراره صلى الله عليه و آله إيّاها بمكّة التقيّة من قريش حيث إنّهم كانوا يبنون حجّهم على قاعدة النسيء لا على ما قرّره أبوه إبراهيم عليه السلام ، وهو صلى الله عليه و آله كان يحجّ على ما هو المقرّر من أبيه عليه السلام .
وأمّا في حجّة الوداع فقد أظهرها؛ لعود الزمان في هذه السنة كما كان ، ثمّ الظاهر أنّ تلك الحجّات كلّها كانت قراناً وإفرادا؛ إذ فرض التمتّع إنّما وقع في حجّة الوداع ، وكان صلى الله عليه و آله في ذلك العام قارناً .
قوله في خبر عبداللّه بن أبي يعفور : (في كلّها يمرّ بالمأزمين فينزل ويبول) . [ح2 / 6850] قيل : منشأ البول فيه أنّه موضع كسر هُبَل.
وفيه: أنّ كسر هبل إنّما كان بعد فتح مكّة وتلك الحجج كانت قبل الهجرة. على أنّ هبل كسر في المسجد ودفن في باب بني شيبة على ما سيجيء .
والعلّة فيه إنّما هو ما روى الصدوق في العلل بإسناده عن سليمان بن مهران، قال : قلت لجعفر بن محمّد عليهماالسلام : كم حَجّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ فقال : «عشرين حجّة مستسرّا، في كلّ حجّة يمرّ بالمأزمين فينزل، فيبول »، فقلت : ياابن رسول اللّه ، ولِمَ كان ينزل هناك فيبول؟ قال : «لأنّه أوّل موضع عُبدَ فيه الأصنام، ومنه اُخذ الحجر الذي نُحِتَ منه هبل

1.هو الحديث الثاني من هذا الباب.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 177428
صفحه از 662
پرینت  ارسال به