أبي بكر أن يخرج معها إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحجّ . ۱
وروى في موضع آخر هذا الخبر بعينه عن جابر ، وأضاف قوله : وأنّ سراقة بن مالك بن جعشم لقي النبيّ صلى الله عليه و آله بالعقبة وهو يرميها، فقال : ألكم هذه خاصّة يارسول اللّه ؟ قال : «لا ، بل للأبد ». ۲
وروى أخبارا متكثّرة في هذا المعنى تذكر أكثرها في باب أصناف الحجّ .
وقال طاب ثراه : وروى مسلم: أنّ عمر قال : قد علمت أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أمر به وفعله أصحابه، ولكن كرهت أن يظلّوا معرّسين بهنّ في الأراك ثمّ يروحون في الحجّ تقطر رؤوسهم . ۳
وروى أيضاً عن جابر بن عبداللّه حديثاً طويلاً في صفة حجّ النبيّ صلى الله عليه و آله وذكر فيه: أنّه صلى الله عليه و آله قام على المروة وقال : «لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، ولجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلّ وليجعلها عمرة »، فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال : يارسول اللّه ، ألعامنا هذا أم للأبد؟ فشبّك رسول اللّه صلى الله عليه و آله أصابعه واحدة في اُخرى فقال : «دخلت العمرة في الحجّ مرّتين ، لا بل لأبد الأبد ». ۴
وعن عائشة أنّها قالت : قدم رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأربع مضين من ذي الحجّة أو خمس، فدخل عليَّ وهو غضبان فقلت : مَن أغضبك يارسول اللّه أدخله النار؟ قال : «وما شعرت أنّي آمر الناس بأمر فإذا هم متردّدون، ولو أنّي استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي ». ۵
وعن الجريريّ، عن أبي العلاء، عن مطرف، قال : قال لي عمران بن حصين : إنّي لأحدّثك بحديث اليوم ينفعك اللّه به بعد اليوم ، واعلم أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد اعتمر طائفة
1.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۷۱ ۱۷۲.
2.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۲۰۱.
3.صحيح مسلم، ج ۴، ص ۴۶؛ و رواه أحمد في المسند، ج ۱، ص ۵۰؛ و ابن ماجة في السنن، ج ۲، ص ۹۹۲، ح ۲۹۷۹؛ سنن النسائي، ج ۵، ص ۱۵۳؛ و السنن الكبرى له أيضا، ج ۲، ص ۳۴۸ ۳۴۹، ح ۳۷۱۵؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج ۵، ص ۲۰.
4.صحيح مسلم، ج ۴، ص ۴۰.
5.صحيح مسلم، ج ۴، ص ۳۳ ـ۳۴؛ و رواه البيهقي في السنن الكبرى، ج ۵، ص ۱۹.