473
شرح فروع الکافي ج4

وقال بعض الأصحاب :
إنّهم احتجّوا في ذلك بأخبار . قال ابن عبد البرّ : إنّها لا تصحّ ثمّ بعد ذلك نحملها على المعهود، وهي العمرة التي قضوها حين اُحصروا في الحديبيّة ، أو على العمرة التي اعتمروها مع حجّهم مع النبيّ صلى الله عليه و آله فإنّها لم تكن واجبة على مَن اعتمر، أو على ما زاد على العمرة الواحدة . ۱
وحكي عن بعضهم القول بوجوبها على الآفاقي فقط .
واعلم أنّ العمرة المفردة تسقط بالإجماع بعمرة التمتّع .
ويدلّ عليه أخبار، منها: حسنة عبد الرحمن بن الحجّاج . ۲
ومنها: ما رواه الصدوق عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : «العمرة مفروضة مثل الحجّ، فإذا أدّى المتعة فقد أدّى العمرة المفروضة ». ۳
قوله في صحيحة عليّ بن جعفر : (إنّ اللّه عزّ وجلّ فرض الحجّ على أهل الجدّة في كلّ عام) إلخ .[ح 5 / 6915] قال الجوهري : وجد المال يجده وجدا مثلّثة وجدة: استغنى . ۴ وفيه مبالغة في استحباب الحجّ على الأغنياء في كلّ عام .
وحكى في المنتهى قولاً بوجوبه، وقال : «هذه حكاية لم تثبت، وهي مخالفة للإجماع والسنّة» . ۵
ثمّ التعبير عن ترك الحجّ بالكفر في قوله تعالى : «وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ»۶

1.تذكرة الفقهاء، ج ۷، ص ۱۲ ۱۳؛ و كلام ابن عبد البرّ مذكور في المغني لابن قدامة، ج ۳، ص ۱۷۴؛ و الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة، ج ۳، ص ۱۶۰.

2.هو الحديث الثالث من هذا الباب من الكافي، و هذا الحديث لا يدلّ على ما قال، بل الدالّ عليه الحديث الذي بعدي و هو حديث معاوية بن عمّار عن أبي عبداللّه عليه السلام .

3.الفقيه، ج ۲، ص ۴۵۰، ح ۲۹۴۱؛ وسائل الشيعة، ج ۱۴، ص ۳۰۶، ح ۱۹۲۷۰.

4.صحاح اللغة، ج ۲، ص ۵۴۷ (وجد)، و فيه: «و وجد في المال وجدا و وجدا وجدة، أي استغنى».

5.منتهى المطلب، ج ۲، ص ۶۴۳.

6.آل عمران (۳) : ۹۷ .


شرح فروع الکافي ج4
472

تحرم بهما من دويرة أهلك ، والأخبار المتظافرة من الطريقين شاهدة عليه، وكفاك من طريق الأصحاب ما رواه المصنّف في الباب ، وروى الجمهور عن أبي زرين أنّه أتى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال : يارسول اللّه ، إنّ أبي شيخٌ كبير لا يستطيع الحجّ ولا العمرة ولا الظَّعن ، قال : «حُجّ عن أبيك واعتمر ». ۱
وعن ابن عمر، قال : جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال : أوصني ، فقال : «تُقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحجّ وتعتمر ». ۲
وعنه قال : على كلّ مسلم حجّة وعمرة واجبتان، فمن زاد فهو تطوّع . ۳
وروى البخاري في صحيحه عن ابن عمر أنّه قال : ليس أحد إلّا وللّه عليه حجّة وعمرة . ۴
وعن ابن عبّاس أنّه قال: أنّه لقرينتها في كتاب اللّه «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للّهِِ»۵ . ۶
ويؤيّد تلك الأخبار ما تواتر من أمره صلى الله عليه و آله في حجّة الوداع من لم يسق الهدي بالعدول إلى العمرة .
وحكى في العزيز عن أبي حنيفة ومالك وأحد قولي الشافعي استحبابها محتجّين بما نقلوا عن جابر أنّه صلى الله عليه و آله سُئل عن العمرة، أواجبة هي؟ فقال : «لا ، وأن تعمروا فهو أفضل ». ۷

1.مسند أحمد، ج ۴، ص ۱۰ و ۱۱ و ۱۲؛ سنن ابن ماجة، ج ۲، ص ۹۷۰، ح ۲۹۰۶؛ سنن الترمذي، ج ۲، ص ۲۰۴، ح ۹۳۳؛ سنن النسائي، ج ۵، ص ۱۱۱ و ۱۱۷؛ و السنن الكبرى له أيضا، ج ۲، ص ۳۲۰، ح ۳۶۰۰، و ص ۳۲۴، ح ۳۶۱۷؛ مسند الطيالسي، ص ۱۴۷؛ المستدرك، ج ۱، ص ۴۸۱؛ السنن الكبرى، ج ۴، ص ۳۲۹.

2.المستدرك للحاكم، ج ۱، ص ۵۱ مع فقرات اُخرى؛ المغني لابن قدامة، ج ۳، ص ۱۷۳؛ الشرح الكبير، ج ۳، ص ۶۰.

3.منتهى المطلب، ج ۲، ص ۶۴۳. و نحوه في المستدرك للحاكم، ج ۱، ص ۴۷۱؛ السنن الكبرى، ج ۴، ص ۳۵۱؛ صحيح ابن خزيمة، ج ۴، ص ۳۵۶؛ سنن الدارقطني، ج ۲، ص ۲۵۰، ح ۲۶۹۴.

4.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۹۸.

5.البقرة(۲): ۱۹۶.

6.فتح العزيز، ج ۷، ص ۴۸. وانظر: مسند أحمد، ج ۳، ص ۳۱۶؛ سنن الترمذي، ج ۲، ص ۲۰۵، ح ۹۳۵؛ مسند أبي يعلى، ج ۳، ص ۴۴۳، ح ۱۹۳۸؛ سنن الدارقطني، ج ۲، ص ۲۵۱، ح ۲۶۹۸.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 176275
صفحه از 662
پرینت  ارسال به