لشرائط الصحّة عندنا، كصحيحة أبي حمزة،قال : قال لنا عليّ بن الحسين عليهماالسلام : «أيّ البقاع أفضل؟» قلت : اللّه ورسوله أعلم ، قال : «إنّ أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أنّ رجلاً عمّر ما عمّر نوح في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان، ثمّ لقى اللّه بغير ولايتنا، لم ينتفع بذلك شيئاً ». ۱
وصحيحة محمّد بن مسلم، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول، وذكر حديثاً طويلاً، قال في آخره : «وكذلك يا محمّد، مَن أصبح من هذه الاُمّة لا إمام له من اللّه عزّ وجلّ، طاهرا عادلاً أصبح ضالّاً تائهاً، وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق .
واعلم يا محمّد، أنّ أئمّة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين اللّه عزّ وجلّ، قد ضلّوا وأضلّوا، فأعمالهم التي يعملونها «كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ»۲ ». ۳
والأخبار الواردة بذلك أكثر من أن تُحصى . ۴
نعم ، يرد عليه: أنّ ذلك ينافي ما قد ورد التصريح به فيما ذكر من الأخبار من سقوط الإعادة عن الناصب والحروريّة، وهم الخوارج أيضاً، وحمل الناصب على مطلق المخالف وإن أمكن بناءً على ما شاع في الأحاديث من إطلاقه عليهم، لكن لا يمكن ذلك التأويل في الحروريّة، فتأمّل .
الثالثة : أجمعوا على أنّ المستطيع يجزيه الحجّ على أيّ وجه اتّفق ولو ماشياً متسكّعاً وأجيرا أو مكرياً وتاجرا أو غير قاصد لمكّة ابتدا .
ويدلّ عليه خبر الفضل ۵ ، وحسنتا ابن أبي عمير وعاصم بن حميد عن معاوية بن عمّار، ۶ وصحيحة فضالة بن أيّوب عنه . ۷
1.الفقيه، ج ۲، ص ۲۴۵، ح ۲۳۱۳؛ ثواب الأعمال، ص ۲۰۴، عقاب من جهل حقّ أهل البيت عليهم السلام ؛ الأمالي للطوسي، المجلس ۵، ح ۲۲؛ وسائل الشيعة، ج ۱، ص ۱۲۲، ح ۳۰۸.
2.إبراهيم (۱۴): ۱۸.
3.الكافي، كتاب الحجّة، باب معرفة الإمام و الردّ إليه، ح ۸ ؛ وسائل الشيعة، ج ۱، ص ۱۱۸ ۱۱۹، ح ۲۹۷.
4.مدارك الأحكام، ج ۷، ص ۷۵ ۷۶.
5.هو الحديث الثاني من هذا الباب من الكافي.
6.هما ح ۳ و ۶ من هذا الباب من الكافي.
7.هي الحديث السابع من هذا الباب.