51
شرح فروع الکافي ج4

عشر شهرا قمريّا ، والشهر القمري مدّة سير القمر من ليلة رؤية الهلال إلى ليلة مثلها ، وهذا السير إنّما يكون في تسعة وعشرين يوما ونصف يوم وكسر على ما ذكره المحقّق الطوسي قدس سرهفي التذكرة ، والكسر على ما حقّقه الخفري ۱ ـ : دقيقة وخمسون ثانية إذا جُزّئ يوم بليلته بستّين دقيقة وأربعة وخمسون يوما واثنتان وعشرون دقيقة ۲ كما مرّ ، وقد عرفت بأنّهم يأخذون شهرا ثلاثين وشهرا تسعة وعشرين يوما ، وإنّما عدّوا شهرا تامّا وشهرا ناقصا ؛ لأنّ كسر كلّ يوم على ما عرفت نصف يوم ودقيقة وخمسون ثانية ، وهم قد اصطلحوا على عدّ ما زاد على نصف دقائق اليوم يوما ؛ لجبر النقيصة من كسر شهر آخر . ولمّا اعتبروا المحرّم أوّل السنة عدّوه تامّا ؛ لكون كسره زائدا على النصف ، وأخذوا تتمّة دقائق اليوم من كسر صفر ۳ ، فيبقى من كسر صفر ثلاث دقائق وأربعون ثانية ؛ ولقصوره عن النصف عدّوا صفر ناقصا وضمّوا هذا الباقي إلى كسر الربيع الأوّل ، ولكون المجموع زائدا على النصف لصيرورته خمسا وثلاثين دقيقة وثلاثين ثانية عدّوا هذا الشهر أيضا تامّا ، وأخذوا تتمّته من كسر الربيع الثاني ، فصار كسره أقلّ من النصف ؛ أعني أربعا وعشرين دقيقة وعشرين ثانية ضمّوها إلى كسر جمادى الاُولى وعدّوها تامّة ، وهكذا إلى آخر الشهور ، يصير شهرا تامّا وشهرا ناقصا .
وإذا احتسبت هذا تصير السنة ثلاثمئة وأربعة وخمسون يوما بلا كسر ، فيكبسون الكسر المذكور وهو اثنتان وعشرون دقيقة ويجمعونه في سفرات ، ويزيدون في

1.شمس الدين محمّد بن أحمد الخفري ، منسوب إلى خفر بلدة بفارس بين شيراز وجهرم ، صاحب الحواشي المشهورة على شرح التجريد وغيرها ، من تلامذة صدر الدين محمّد الدشتكي ، كان ساكنا بكاشان ، له : رسالة في إثبات الواجب ، رسالة في علم الرمل ، رسالة في حل ما لاينحلّ ، حواش على اوائل شرح حكمة العين ، شرح التذكرة للخواجه نصير الدين الموسوم بالتكملة ، توفّي سنة ۹۵۷ أو ۹۲۹ه ق . راجع: الكنى والإلقاب ، ج ۲ ، ص ۲۱۸ ؛ كشف الحجب والأستار ، ص ۱۳۸ ، الرقم ۶۸۵ ؛ الذريعة ، ج ۴ ، ص ۴۰۹ ، الرقم ۱۸۰۵ ؛ وج ۶ ، ص ۴۷ ؛ الأعلام ، ج ۶ ، ص ۵ ؛ معجم المؤلّفين ، ج ۸ ، ص ۲۵۷ .

2.التكملة في شرح التذكرة ، ص ۱۹۵ من مخطوطة الرقم ۱۰۶۷۸ من مكتبة آية اللّه المرعشي ، الفصل العاشر في معرفة أجزاء الأيّام وهى الساعات .

3.في النسخ : «الصفر» ، ومثله في الموردين التاليين والمناسب ما اُثبت ، وقد يمنع من الصرف .


شرح فروع الکافي ج4
50

واليومين والثلاث لا نرى شمسا ولا نجما ، فأيّ يوم نصوم ؟ قال : «انظر اليوم الذي صمت من السنة الماضية وعدّ خمسة أيّام ، فصم اليوم الخامس» . ۱
وهذا هو مطابق للقاعدة إلّا في السنة الكبيسيّة ، يعدّ فيها ستّة أيّام من السنة الماضية . وقد أشار بذلك عليه السلام بقوله : «ولكن عدّ في كلّ أربع سنين خمسا ، وفي السنة الخامسة ستّا» .
وقال السيّاري : وهذه من جهة الكبيسيّة . ۲
وقد عمل بها الشهيد في الدروس فيما إذا غمّت الشهور كلّها ، ۳ وهو تخصيص من غير مخصّصٍ ، وطرحها الأكثر ؛ لضعفها .
والظاهر أنّ المراد بالكبيسيّة هنا الكبيسيّة التي تحصل من كبس كسور السنة القمرية ، ولكن يفهم من الخبران كبسها في خمس سنين يحصل يوما ؛ ففي ثلاثين سنة يحصل ستّة أيّام ، وهو خلاف ما يظهر من الرصد ؛ فإنّ أهل هذا الفنّ قالوا يحصل بكبسها في ثلاثين سنة أحد عشر يوما ، فلو كان الخبر صحيحا لأمكن استناد الغلط إليهم ، لكنّه ضعيف جدّا ، فإنّ أرباب الرجال ذكروا أنّ أحمد بن محمّد بن سيّار أبو عبداللّه الكاتب من كُتّاب آل طاهر في زمن أبي محمّد عليه السلام ويُعرف بالسيّاري ، ضعيف ، فاسد المذهب ، مجفوّ الرواية ، ۴ ولعلّ روايته هذه منها ، وكأنّه قد سها في لفظ الخامسة .
وإن أردت تحقيق الحال فاستمع لما يُتلى عليكم من المقال ، فنقول : لهم كبايس متعدّدة :
أحدها : كبيسيّة السنة القمريّة التي أشرنا أنّها المراد هنا ، فاعلم أنّ السنة القمريّة اثنا

1.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۷۹ ، ح ۴۹۷؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۷۶ ، ح ۲۳۱ . وهذا هو الحديث الرابع من هذا الباب من الكافي .

2.الحديث الثالث من هذا الباب من الكافي ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۸۳ ، ح ۱۳۴۲۳ .

3.الدروس الشرعيّة ، ج ۱ ، ص ۲۸۵ ، الدرس ۷۵ .

4.رجال النجاشي ، ص ۸۰ ، الرقم ۱۹۲ ؛ الفهرست ، ص ۶۶ ، الرقم ۷۰ ؛ خلاصة الأقوال ، ص ۳۲۰ ۳۲۱ ؛ رجال ابن داود ، ص ۲۲۹ ، الرقم ۴۰ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 183943
صفحه از 662
پرینت  ارسال به