عشر شهرا قمريّا ، والشهر القمري مدّة سير القمر من ليلة رؤية الهلال إلى ليلة مثلها ، وهذا السير إنّما يكون في تسعة وعشرين يوما ونصف يوم وكسر على ما ذكره المحقّق الطوسي قدس سرهفي التذكرة ، والكسر على ما حقّقه الخفري ۱ ـ : دقيقة وخمسون ثانية إذا جُزّئ يوم بليلته بستّين دقيقة وأربعة وخمسون يوما واثنتان وعشرون دقيقة ۲ كما مرّ ، وقد عرفت بأنّهم يأخذون شهرا ثلاثين وشهرا تسعة وعشرين يوما ، وإنّما عدّوا شهرا تامّا وشهرا ناقصا ؛ لأنّ كسر كلّ يوم على ما عرفت نصف يوم ودقيقة وخمسون ثانية ، وهم قد اصطلحوا على عدّ ما زاد على نصف دقائق اليوم يوما ؛ لجبر النقيصة من كسر شهر آخر . ولمّا اعتبروا المحرّم أوّل السنة عدّوه تامّا ؛ لكون كسره زائدا على النصف ، وأخذوا تتمّة دقائق اليوم من كسر صفر ۳ ، فيبقى من كسر صفر ثلاث دقائق وأربعون ثانية ؛ ولقصوره عن النصف عدّوا صفر ناقصا وضمّوا هذا الباقي إلى كسر الربيع الأوّل ، ولكون المجموع زائدا على النصف لصيرورته خمسا وثلاثين دقيقة وثلاثين ثانية عدّوا هذا الشهر أيضا تامّا ، وأخذوا تتمّته من كسر الربيع الثاني ، فصار كسره أقلّ من النصف ؛ أعني أربعا وعشرين دقيقة وعشرين ثانية ضمّوها إلى كسر جمادى الاُولى وعدّوها تامّة ، وهكذا إلى آخر الشهور ، يصير شهرا تامّا وشهرا ناقصا .
وإذا احتسبت هذا تصير السنة ثلاثمئة وأربعة وخمسون يوما بلا كسر ، فيكبسون الكسر المذكور وهو اثنتان وعشرون دقيقة ويجمعونه في سفرات ، ويزيدون في
1.شمس الدين محمّد بن أحمد الخفري ، منسوب إلى خفر بلدة بفارس بين شيراز وجهرم ، صاحب الحواشي المشهورة على شرح التجريد وغيرها ، من تلامذة صدر الدين محمّد الدشتكي ، كان ساكنا بكاشان ، له : رسالة في إثبات الواجب ، رسالة في علم الرمل ، رسالة في حل ما لاينحلّ ، حواش على اوائل شرح حكمة العين ، شرح التذكرة للخواجه نصير الدين الموسوم بالتكملة ، توفّي سنة ۹۵۷ أو ۹۲۹ه ق . راجع: الكنى والإلقاب ، ج ۲ ، ص ۲۱۸ ؛ كشف الحجب والأستار ، ص ۱۳۸ ، الرقم ۶۸۵ ؛ الذريعة ، ج ۴ ، ص ۴۰۹ ، الرقم ۱۸۰۵ ؛ وج ۶ ، ص ۴۷ ؛ الأعلام ، ج ۶ ، ص ۵ ؛ معجم المؤلّفين ، ج ۸ ، ص ۲۵۷ .
2.التكملة في شرح التذكرة ، ص ۱۹۵ من مخطوطة الرقم ۱۰۶۷۸ من مكتبة آية اللّه المرعشي ، الفصل العاشر في معرفة أجزاء الأيّام وهى الساعات .
3.في النسخ : «الصفر» ، ومثله في الموردين التاليين والمناسب ما اُثبت ، وقد يمنع من الصرف .