أنّي سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم، ولكن لا يحلّ منّي حرام حتّى يبلغ الهدي محلّه» ، ففعلوا . ۱
وعن جابر بن عبداللّه ، قال : قدمنا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله ونحن نقول : لبّيك بالحجّ ، فأمرنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله فجعلناها عمرة . ۲
وعن عمران، قال : تمتّعنا على عهد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ونزل القرآن، قال رجل برأيه ما شاء . ۳
وعن ابن عبّاس أنّه سُئل عن متعة الحجّ ، فقال : أهلّ المهاجرون والأنصار وأزواج النبيّ صلى الله عليه و آله في حجّة الوداع وأهللنا، فلمّا قدمنا مكّة قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «اجعلوا إهلالكم بالحجّ عمرة، إلّا من قلّد الهدي» طفنا بالبيت وبالصفا والمروة، وأتينا النساء، ولبسنا الثياب، وقال : «من قلّد الهدي فلا يحلّ له حتّى يبلغ الهدي محلّه» .
ثمّ أمرنا عشيّة التروية أن نهلّ بالحجّ، فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت وبالصفا والمروة، فقد تمّ حجّنا وعلينا الهدي، كما قال اللّه عزّ وجلّ : «فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْىِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ»۴ إلى أمصاركم الشاة تجزي، فاجمعوا نسكين في عام واحد، فإنّ اللّه أنزله في كتابه، وسنّه نبيّه، وأباحه للناس غير أهل مكّة، قال اللّه : «ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» . ۵
وأشهر الحجّ التي ذكرها اللّه في كتابه: شوّال، وذو القعدة، وذو الحجّة، فمن تمتّع في هذه الأشهر فعليه دم أو صوم ، والرفث: الجماع ، والفسوق: المعاصي ، والجدال: المراء . ۶
وعن أنس، قال : صلّى النبيّ صلى الله عليه و آله بالمدينة ونحن معه الظهر أربعاً والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثمّ بات بها حتّى أصبح، ثمّ ركب حتّى استوت به على البيداء حمد اللّه
1.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۵۲.
2.البقرة (۲): ۱۹۶.
3.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۵۳. و رواه أحمد في مسنده، ج ۳، ص ۳۵۶ و ۳۶۵؛ و مسلم في صحيحه، ج ۴، ص ۳۸؛ و البيهقى في السنن الكبرى، ج ۵، ص ۴۰.
4.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۵۳.
5.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۵۳ ۱۵۴. و رواه البيهقي في السنن الكبرى، ج ۵، ص ۲۳، باب هدي المتمتّع.