533
شرح فروع الکافي ج4

أنّي سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم، ولكن لا يحلّ منّي حرام حتّى يبلغ الهدي محلّه» ، ففعلوا . ۱
وعن جابر بن عبداللّه ، قال : قدمنا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله ونحن نقول : لبّيك بالحجّ ، فأمرنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله فجعلناها عمرة . ۲
وعن عمران، قال : تمتّعنا على عهد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ونزل القرآن، قال رجل برأيه ما شاء . ۳
وعن ابن عبّاس أنّه سُئل عن متعة الحجّ ، فقال : أهلّ المهاجرون والأنصار وأزواج النبيّ صلى الله عليه و آله في حجّة الوداع وأهللنا، فلمّا قدمنا مكّة قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «اجعلوا إهلالكم بالحجّ عمرة، إلّا من قلّد الهدي» طفنا بالبيت وبالصفا والمروة، وأتينا النساء، ولبسنا الثياب، وقال : «من قلّد الهدي فلا يحلّ له حتّى يبلغ الهدي محلّه» .
ثمّ أمرنا عشيّة التروية أن نهلّ بالحجّ، فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت وبالصفا والمروة، فقد تمّ حجّنا وعلينا الهدي، كما قال اللّه عزّ وجلّ : «فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْىِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ»۴ إلى أمصاركم الشاة تجزي، فاجمعوا نسكين في عام واحد، فإنّ اللّه أنزله في كتابه، وسنّه نبيّه، وأباحه للناس غير أهل مكّة، قال اللّه : «ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» . ۵
وأشهر الحجّ التي ذكرها اللّه في كتابه: شوّال، وذو القعدة، وذو الحجّة، فمن تمتّع في هذه الأشهر فعليه دم أو صوم ، والرفث: الجماع ، والفسوق: المعاصي ، والجدال: المراء . ۶
وعن أنس، قال : صلّى النبيّ صلى الله عليه و آله بالمدينة ونحن معه الظهر أربعاً والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثمّ بات بها حتّى أصبح، ثمّ ركب حتّى استوت به على البيداء حمد اللّه

1.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۵۲.

2.البقرة (۲): ۱۹۶.

3.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۵۳. و رواه أحمد في مسنده، ج ۳، ص ۳۵۶ و ۳۶۵؛ و مسلم في صحيحه، ج ۴، ص ۳۸؛ و البيهقى في السنن الكبرى، ج ۵، ص ۴۰.

4.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۵۳.

5.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۵۳ ۱۵۴. و رواه البيهقي في السنن الكبرى، ج ۵، ص ۲۳، باب هدي المتمتّع.


شرح فروع الکافي ج4
532

وعن سعيد بن المسيّب، قال : اجتمع عليّ وعثمان بعسفان، فكان عثمان ينهى عن المتعة أو العمرة ، فقال عليّ : «ما تريد إلى أمرٍ فعله رسول اللّه صلى الله عليه و آله تنهى عنه؟» فقال عثمان : دَعنا منك ، فقال : «إنّي لا أستطيع أن أدعَكَ» ، فلمّا رأى عليّ ذلك أهلَّ بهما جميعاً . ۱
وما رواه البخاري عن مروان بن الحكم: أنّه شهد عليّاً عليه السلام وعثمان بين مكّة والمدينة، وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما ، فلمّا رأى ذلك عليٌّ أهلَّ بهما: «لبّيك بعمرةٍ وحجّة» ، فقال عثمان : تراني أنهى الناس وأنت تفعله؟ فقال : «ما كنت لأدع سنّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله لقول أحد» . ۲
وعن عائشة قالت : خرجنا مع النبيّ صلى الله عليه و آله ولا نرى إلّا أنّه الحجّ ، فلمّا قدمنا تطوّفنا بالبيت، فأمر النبيّ صلى الله عليه و آله من لم يكن ساق الهدي [أن يحلّ]، ونساؤه لم يسقن فأحللن ، قالت عائشة : فحِضْتُ فلم أطف بالبيت، فلمّا كانت ليلة الحصبة قلت : يارسول اللّه ، يرجع الناس بحجّة وعمرة وأرجع أنا بحجّة؟ قال : «وما طفتِ ليالي قدمنا مكّة؟» قلت : لا ، قال : «فاذهبي مع أخيك إلى التنعيم، فأهلّي بعمرة، ثمّ موعدك كذا وكذا» ۳ ، الحديث .
وعن أبي شهاب، قال : قدمت مكّة متمتّعاً بعمرة، فدخلنا قبل التروية بثلاثة أيّام، فقال لي اُناس من أهل مكّة : تصير الآن حجّتك مكّيّة ، فدخلت على عطاء أستفتيه، فقال : حدّثني جابر بن عبداللّه : أنّه حجّ مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم ساق البُدن معه، وقد أهلّوا بالحجّ مفردا، فقال لهم: «أحلّوا من إحرامكم بطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة فقصّروا، ثمّ أقيموا حلالاً حتّى إذا كان يوم التروية فأهلّوا بالحجّ، واجعلوا التي قدمتم بها متعة» ، فقالوا : كيف نجعلها متعة وقد سمّينا الحجّ؟ فقال : «افعلوا ما أمرتكم، فلولا

1.صحيح مسلم، ج ۴، ص ۴۶.

2.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۵۱. و رواه الدارمي في سننه، ج ۲، ص ۷۰ ۷۱؛ و النسائي في سننه، ج ۵، ص ۱۴۸؛ و في السنن الكبرى، ج ۲، ص ۳۴۵، ح ۳۷۰۳؛ و الطيالسي في مسنده، ص ۱۶.

3.صحيح البخاري، ج ۲، ص ۱۵۱. و رواه مسلم في صحيحه، ج ۴، ص ۳۳.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 178333
صفحه از 662
پرینت  ارسال به