79
شرح فروع الکافي ج4

فداك ، للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال : «نعم يا حسن ، أعظمهما وأشرفهما» . قال : قلت : أيّ يومٍ هو ؟ قال : «هو يوم نصب أمير المؤمنين عليه السلام فيه عَلَما للناس» . قلت : جعلت فداك ، وما ينبغي لنا أن نصنع فيه ؟ قال : «تصومه يا حسن ، وتكثر الصلاة على محمّد [وآله] ، وتبرأ إلى اللّه عزّ وجلّ ممّن ظلمهم ، فإنّ الأنبياء كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي يُقام فيه الوصيّ أن يُتّخذ عيدا» ، قال : قلت : فما لمَن صامه ؟ قال : «صيام ستّين شهرا ، ولا تدع صيام سبعة وعشرين من رجب ، فإنّه اليوم الذي اُنزلت فيه النبوّة على محمّد صلى الله عليه و آله ، وثوابه مثل ستّين شهرا لكم» . ۱
وقد وردت ليوم الغدير أعمال وعبادات غير الصوم لا بأس بذكرها ، فقد روى الشيخ في التهذيب . ۲
السادس : صوم يوم دحو الأرض ، وهو اليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة ؛ لما رواه الشيخ عن محمّد بن عبداللّه الصيقل ، قال : خرج علينا أبو الحسن يعني الرضا عليه السلام بمرو في خمسة وعشرين من ذي القعدة ، فقال : «صوموا ، فإنّي أصبحت [صائما]». قلنا : جعلنا اللّه فداك ، أيّ يومٍ هو ؟ قال : «يوم نشرت فيه الرحمة ، ودُحيت فيه الأرض ، ونصبت فيه الكعبة ، وهبط فيه آدم عليه السلام » . ۳
وما رواه الصدوق في الصحيح عن الحسن بن عليّ الوشاء ، قال : كنت مع أبي وأنا غلام فتعشّينا عند الرِّضا عليه السلام ليلة خمسة وعشرين من ذي القعدة ، [فقال له : «ليلة خمس و عشرين من ذي القعدة] ۴ ولد فيها إبراهيم عليه السلام ، وولد فيها عيسى بن مريم ، وفيها دُحيت الأرض من تحت الكعبة ، فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستّين شهرا» . ۵

1.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۳۰۵ ، ح ۹۲۱ . ورواه الكليني في الكافي ، باب صيام الترغيب ، ح ۱ ؛ والصدوق في الفقيه ، ج ۲ ، ص ۹۰ ، ح ۱۷۱۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۴۰ ، ح ۱۳۷۹۵ .

2.كذا في الأصل ، والظاهر أنّ في العبارة سقط . وانظر : تهذيب الأحكام ، ج ۶ ، ص ۲۴ ، ح ۵۲ وما بعده .

3.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۳۰۴ ، ح ۹۲۰ . ورواه الكليني في الكافي ، ج ۴ ، ص ۱۴۹ ۱۵۰ ، ح ۴ من باب صيام الترغيب ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۵۰ ۴۵۱ ، ح ۱۳۸۱۹ .

4.أضيفت من المصدر .

5.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۸۹ ، ح ۱۸۱۴ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۷۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۴۹ ، ح ۱۳۸۱۵ .


شرح فروع الکافي ج4
78

عاداه ، وانصر مَن نصره واخذل مَن خذله» . ۱
وعن محمّد بن اللّيث المكّي ، قال : حدّثني إسحاق بن عبداللّه العريضي العلوي ، قال : وجل في قلبي ما الأيّام التي تُصام ؟ فقصدت مولانا أبا الحسن عليّ بن محمّد عليهماالسلاموهو [بِصَرْيا] ۲ ولم أبد ذلك لأحدٍ من خلق اللّه ، فدخلتُ عليه ، فلمّا بصرني قال صلى الله عليه و آله : «يا إسحاق ، جئت تسألني عن الأيّام التي يُصام فيهنّ ، وهي أربعة : أوّلهن يوم السابع والعشرين من رجب يوم بعث اللّه تعالى محمّدا صلى الله عليه و آله إلى خلقه رحمةً للعالمين ، ويوم مولده صلى الله عليه و آله وهو السابع عشر من شهر ربيع الأوّل ، ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة فيه دُحيت الكعبة ، ويوم الغدير فيه أقام رسول اللّه صلى الله عليه و آله أخاه عليّا عليه السلام عَلَما للناس وإماما من بعده» ، قلت : صدقت جعلت فداك ، لذلك قصدتك ؛ أشهد أنّك حجّة اللّه على خلقه . ۳
فقد روى الشيخ عن الحسن بن راشد ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال : قلت له : جُعلت

1.حديث الغدير من المتواترات بل فوق حدّ التواتر ، وقد رواه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله نحو مئة وعشرين من الصحابة ، قال ابن حجر في فتح الباري ، ج ۷ ، ص ۷۴ : «وأمّا حديث من كنت مولاه فعلي مولاه» فقد أخرجه الترمذي والنسائي ، وهو كثير الطرق جدّا ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد ، وكثير من أساتيدها صحاح وحسان» . وقال ابن كثير في ترجمة محمّد بن جرير الطبري من البداية والنهاية ، ج ۱۱ ، ص ۱۵۷ : «وقد رأيت له كتابا جمع فيه أحاديث غدير خمّ في مجلّدين ضخمين ، وكتابا جمع فيه طرق حديث الطير» . وقال ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب ، ج ۳ ، ص ۳۳ بعد نقل روايات الغدير ونزول آية إكمال الدين وإتمام النعمة : «العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر ، وإنّما وقع الخلاف في تأويله ، ذكره محمّد بن إسحاق وأحمد البلاذري ومسلم بن الحجّاج وأبو نعيم الإصفهاني وأبو الحسن الدارقطني وأبو بكر بن مردويه وابن شاهين ، وأبو بكر الباقلاني ، وأبو المعالي الجويني ... وأحمد بن حنبل من أربعين طريقا، وابن بطّة من ثلاث وعشرين طريقا ، وابن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقا في كتاب الولاية ، وابو العبّاس ابن عقدة من مئة وخمس طرق ، وأبو بكر الجعابي عن مئة وخمس وعشرين طريقا» . وقال الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ، ج ۱ ، ص ۱۹۰ ، ذيل الحديث ۲۴۶ : «وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب دُعاة الهداة إلى أداء حقّ الموالاة من تصنيفي في عشرة أجزاء». ومن أراد المزيد فعليه بالكتب الّتى دوّنت في خصوص حديث الغدير كعبقات الأنوار وموسوعة الغدير وراجع ترتيب الأمالي ، ج ۴ ، ص ۱۳۳ ۱۶۰ .

2.من المصدر . وصريا قرية أسّسها موسى بن جعفر عليهماالسلام على ثلاثة أميال من المدينة . المناقب لابن شهر آشوب ، ج ۳ ، ص ۴۸۹ .

3.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۳۰۵ ، ح ۹۲۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۴۱ ، ح ۱۳۷۹۶ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 177266
صفحه از 662
پرینت  ارسال به