فأردت أن لا يتّخذ صومي سنّة فيتأسّى الناس بي» . ۱
ويؤيّده ما روي أنّ رجلاً أتى الحسن والحسين عليهماالسلام فوجد أحدهما صائما والآخر مفطر ، فسألهما فقالا : «إن صمت فحسن ، وإن لم تصم فجائز» ، ۲ ولا يبعد جريان ذلك في أكثر المندوبات .
ثمّ الظاهر أنّ الساقط عن الإمام تأكّد استحبابه لا أصله ، وإلّا فقد صامه عليه السلام في حال إمامته على ما رواه سليمان الجعفريّ ، قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : «كان أبي يصوم يوم عرفة في اليوم الحارّ في الموقف ، ويأمر بظلّ مرتفع فيضرب له ، فيغتسل ممّا يبلغ منه الحرّ» . ۳
ومنها : مع الشكّ في هلال ذي الحجّة ، فإنّه يكره حينئذٍ صومه ؛ لجواز أن يكون ذلك اليوم يوم عيد .
ولرواية حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن صوم يوم عرفة ، فقلت له : جعلت فداك ، إنّهم يزعمون أنّه يعدل صوم سنة ؟ قال : «كان أبي لا يصومه» ، قلت : ولِمَ ذلك ؟ قال : «إنّ يوم عرفة يوم دعاء ومسألة ، وأتخوّف أن يُضعفني عن الدّعاء ، وأكره أن أصومه أتخوّف أن يكون يوم عرفة يوم الأضحى ، وليس بيوم صوم» . ۴
ومنها : ما لو أضعفه الصوم عن الدّعاء ؛ لأنّ هذا اليوم يوم دعاء ومسألة .
ولخبر حنان المتقدّم ، وما رواه الشيخ عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
1.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۸۷ ۸۸ ، ح ۱۸۱۰ ؛ علل الشرائع ، ج ۲ ، ص ۳۸۶ ، الباب ۱۱۷ ، ح ۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۶۷ ، ح ۱۳۸۶۷ .
2.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۸۷ ، ح ۱۸۰۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۶۶ ، ح ۱۳۸۶۳ .
3.تهذيب الاحكام ، ج ۲ ، ص ۲۹۸ ، ح ۹۰۱ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۱۳۳ ، ح ۴۳۳ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۰۳ ، ح ۱۳۲۲۰ .
4.علل الشرائع ، ج ۲ ، ص ۳۸۴ ۳۸۵ ، الباب ۱۱۶ ، ح ۱ . الفقيه ، ج ۲ ، ص ۸۸ ، ح ۱۸۱۱ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۲۹۹ ، ح ۹۰۳؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۱۳۴۱۳۳ ، ح ۴۳۵ .