يذهبون إليه ويقولون : إنّ من أفطر يوما منه لزمه من الكفّارة ما يلزم مَن أفطر يوما من شهر رمضان ، فورد عنهم عليهم السلام الإنكار لذلك ، وأنّه لم يصمه أحدٌ منهم على هذا الوجه . ۱
وفي المنتهى : «والأخبار التي تضمّنت الفصل بينه وبين شهر رمضان فالمراد بها النهي عن الوصال الذي بيّناه فيما مضى أنّه محرّم » . ۲ ويعني به أن لا يفطر لليله الأوّل من شهر رمضان .
وقد ورد الصوم في بعض أيّام منه بخصوصها ، ففي المنتهى : وخرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمّد عليه السلام : «أنّ مولانا الحسين عليه السلام ولد لثلاث خلون من شعبان فصمه» . ۳
وعن الحسن بن محبوب ، عن عبداللّه بن حزم ۴
الأزدي ، قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : «مَن صام أوّل يوم من شعبان وجبت له الجنّة ، ومن صام يومين نظر اللّه إليه في كلّ يوم وليلة في دار الدنيا ، ودام نظره إليه في الجنّة ، ومَن صام ثلاثة أيّام زار اللّه في عرشه في جنّته كلّ يوم» . ۵
الثاني عشر : صيام كلّ جمعة ، وفي المنتهى :
وبه قال أبو حنيفة ومالك ومحمّد . وقال أحمد وإسحاق وأبو يوسف : يكره إفراده بالصوم إلّا أن يوافق ذلك صوما كان يصومه ، مثل من يصوم يوما ويفطر يوما ، فيوافق صومه يوم الجمعة ، وكذا من عادته صيام أوّل يوم من الشهر أو آخره فيوافقه . ۶
لنا : أنّ الصوم في نفسه طاعة ، وهذا يومٌ شريف تضاعف فيه الحسنات ؛ ولأنّه يوم فأشبه
1.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۶۱۳ .
2.تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۳۰۹ ، ذيل ح ۹۳۲ .
3.المصدر المتقدّم . والحديث في مصباح المتهجّد ، ص ۸۲۶ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۵۳۸ ، (۸۸۳۷) .
4.كذا بالأصل ، ومثله في مصباح المتهجّد ، وفي سائر المصادر : «عبد اللّه بن مرحوم» .
5.الفقيه ، ج ۲ ، ص ۹۲ ، ح ۱۸۲۴ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۵۹ ؛ ثواب صوم شعبان ؛ فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ۵۷ ، ح ۳۶ ؛ مصباح المتهجّد ، ص ۸۲۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۸۹ ، ح ۱۳۹۲۰ .
6.المجموع للنووي ، ج ۶ ، ص ۴۳۸ ؛ المغني لعبد اللّه بن قدامة ، ج ۳ ، ص ۹۸ ؛ الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة ، ج ۳ ، ص ۱۰۷ ۱۰۸ ، وفي الجميع المنقول عن الثلاثة الاول عدم الكراهة لا الاستحباب .