باب
وفي بعض النسخ: «باب لقاء الإمام ». أراد قدس سره ما أشرنا إليه من أنّ الغرض الأصلي من إيجاب الحجّ لقاء الإمام عليه السلام وأنّ الحجّ لا يتمّ إلّا به .
ويدلّ عليه زائداً على ما رواه المصنّف ما رواه الصدوق في العلل عن إسماعيل بن مهران، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلامقال : «إذا حجّ أحدكم فليختم حجّه بزيارتنا؛ لأنّ ذلك من تمام الحجّ ». ۱
وعن الحسن بن عليّ الوشّا، قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول : «إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وأنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمَن زارهم رغبةً في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كانوا أئمّتهم شفعاؤهم يوم القيامة ». ۲
باب فضل الرجوع إلى المدينة
قال طاب ثراه :
قال قطرب ۳ وغيره: اشتقاق المدينة من أدان إذا دان والذكر الطاعة، وقيل : مَن مَدْن ومَدُن بإسكان الدال وضمّها . ۴
وقال الآبي في كتاب إكمال الإكمال : روي أنّ للمدينة في التوراة أحد عشر إسما: المدينة وطابة وطيبة والسكينة وجابرة والمجفّة والمحبوبة والقاصدة والمجبورة والعذراء والمرحومة . ۵
ومن أسمائها يثرب، قال السهيلي : إنّما سمّيت يثرب باسم رجل من العمالقة، وهو أوّل من نزلها منهم، وهو يثرب بن قايد بن عقيل بن هلايل بن عوض بن عملاق ، فلمّا حلّها النبيّ صلى الله عليه و آله كره لها هذا الاسم؛ لما فيه من لفظ التثريب، وسمّاها طيبة وطابة والمدينة .
ثمّ قال : فإن قيل : قد سمّاها اللّه تعالى به في القرآن؟ فالجواب إنّما سمّاها به حاكيا عن المنافقين في قوله تعالى : «وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ»۶ ، فنبّه بما حكى عنهم أنّهم رغبوا عمّا سمّاها به اللّه تعالى ورسوله صلى الله عليه و آله وأبوا إلّا ما كانوا عليه في الجاهليّة ، واللّه سبحانه قد سمّاها المدينة في قوله : «مَا كَانَ لِاَهْلِ الْمَدِينَةِ»۷ . ۸
وقال عياض : سمّاها أيضا طابة تفؤّلاً بالطيب أو لتطيب سكناها للمسلمين، أو لتطيب حالها، أو لتطيب الدّين بها، وكره اسمها يثرب لما فيه من الثراب، وكانت الجاهليّة تسمّيها بذلك . ۹
1.علل الشرائع، ص ۴۵۹، الباب ۲۲۱، ح ۱؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲، ص ۲۹۲ ۲۹۳، الباب ۶۶ ، ح ۲۸؛ وسائل الشيعة، ج ۱۴، ص ۳۲۴، ح ۱۹۳۱۶.
2.علل الشرائع، ص ۴۵۹، الباب ۲۲۱، ح ۳؛ الفقيه، ج ۲، ص ۵۷۷ ، ح ۳۱۶۰؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲، ص ۲۹۱ ۲۹۲، الباب ۶۶ ، ح ۲۴. ورواه ابن قولويه في كامل الزيارات، ص ۲۳۶ ۲۳۷، ح ۳۵۲؛ والشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام، ج ۶ ، ص ۷۸ ۷۹، ح ۱۵۵، وص ۹۳، ح ۱۷۵؛ والشيخ المفيد في كتاب المزار، ص ۱۸۴، الباب ۱۱ من القسم الثاني، ح ۲؛ وفي المقنعة، ص ۴۷۴ مرسلاً. وهذا الحديث هو الحديث الثاني من هذا الباب من الكافي؛ وسائل الشيعة، ج ۱۴، ص ۳۲۲، ح ۱۹۳۱۴.
3.هذا هو الظاهر الموافق لسائر المصادر، وفي الأصل: «مطرف».
4.شرح صحيح مسلم للنووي، ج ۹، ص ۱۵۵.
5.حكاه عنه والد الشارح في شرحه على الكافي، ج ۷، ص ۳۷۲. وانظر: تاريخ المدينة لابن شبّة، ج ۱، ص ۱۶۳.
6.الأحزاب (۳۳) : ۱۳ .
7.التوبة (۹) : ۱۲۰ .
8.إلى هنا مذكورة في شرح اُصول الكافي للمولى صالح المازندراني، ج ۷، ص ۳۷۲.
9.اُنظر: تاريخ المدينة لابن شبّة، ج ۱، ص ۱۶۳ ۱۶۵.