المشهورة وغيرها ، وجَرْيُ الأعاظم ـ الذين نقلهم الشيخ في كتاب مشرق الشمسين ـ على ما جروا بناؤه على ما ذكرنا ، وليس ما نقله غير الثقة الإمامي ممّا لا يعتمد عليه عند القدماء بمجرّد نقله ، إلّا إذا اقترن بما يزيل الاطمئنان ، ولا ما نقله غير الثقة ممّا وجب العمل به عند المتأخّرين إن كان مقترنا بما يزيل الاطمئنان ، ولا ما نقله غير الثقة ـ وكان مقترنا بما يفيد الاطمئنان ـ ممّا لايعمل به عند الفريقين .
وكلّ ذلك إذا كان الخبر ممّا في الكتب المشهورة بين قدماء الأصحاب التي نقلها الصدوق ـ طاب ثراه ـ في أوّل الفقيه ۱ ، وبذلك امتاز عن سائر أخبار الآحاد .
فليس في إثبات تعدّد الاصطلاح الموجب للوحشة المحوج إلى الاعتداد كثيرُ فائدةٍ ، مع ما فيه من إثارة نَقْع ۲ القيل والقال .
فلننتقل إلى نحوٍ آخَرَ من الكلام :
اعلم أنّه أخبر المصنّف ـ قدّس اللّه روحه ـ أنّ ما أودع في هذا الكتاب كلّها من الآثار الصحيحة التي عليها العمل ، وبها يؤدّى فرض اللّه عزّوجلّ ، ولا شكّ أنّ أخبار الكافي باعتبار هذه الأخبار يكون الاطمئنان بصحاحها أقوى من الاطمئنان بصحاح عيون الأخبار وأمثاله ممّا كان الاطمئنان به من جهة السند فقط ، وكذا القول بحِسانها وموثّقاتها بالنسبة إلى موثّقاته وحسانه ، بل عندي أنّ ضِعافها تعادل موثّقاته .
ولولا منظور ثقة الإسلام رجحان أخبار الكافي على سائر الأخبار ، وكان الكلّ متساويَ الأقدام في تعرّف الحال بملاحظة السند ، لكان وصفه إيّاها بالصحّة لغوا من الكلام ، بل كاد أن يكون إغواءً لمصدّقيه ؛ وحاشاه من ذلك .
فإن قلت : إذا كان في إخباره بصحّة أخباره كفاية عن مؤونة ملاحظة السند ، فما وجه ذكر الأسانيد ؟ ولِمَ لم يقتصر على المتون ؟
قلت : إنّه ـ طاب ثراه ـ أخذ أخباره من اُصول كانت معمولاً بها ، معوّلاً عليها بين شيوخ أصحاب الأئمّة عليهم السلام وعلمائهم ، كما أنّ أخبار الفقيه أيضا كذلك على ما صرّح