117
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

«يُجَـهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ» ۱ .
ولنختم الكلام بما ورد عنهم عليهم السلام في بعض أدعية التعقيب : «اللّهمَّ وليّك الحجّةَ فاحفَظْه من بين يديه ومن خَلْفه ، وعن يَمينه وعن شِماله ، ومن فوقه ومن تحته ، وامدُدْ له في عُمُره ، واجعله القائمَ بأمرِك ، المُنْتَصِرَ لدينك ، وأرِهِ مايُحِبُّ وتَقَرُّ به عينُه في نفسه ، وفي ذرّيّته وأهلِه ومالِه ، وفي شيعتِه وفي عدوِّه ، وأرِهِم منه ما يَحذرون، وأرِهِ فيهم ما يُحِبُّ وتَقَرُّ به عينُهُ ، واشفِ [به ]صدورنا وصدور قومٍ مؤمنين» . ۲

1.المائدة (۵) : ۵۴ .

2.الفقيه ، ج ۱ ، ص ۳۲۷ ، ح ۹۶۰ . وفي الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۴۷ ، باب الدعاء في أدبار الصلوات ، ضمن ح ۶ ، مع اختلاف يسير.


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
116

التثليث المشتهر، ۱ المستفيض ، المتّفق عليه بين الخاصّة والعامّة ، المتضمّن لإثبات الإبهام في بعض الأحكام ، وأنّ الاُمور ثلاثة : بيّنٌ رشده ، وبيِّنٌ غيّه ، وأمرٌ مشكل يردّ حكمه إلى اللّه ورسوله ؟ وهلّا سوّغوا أنّ في إبهام بعض الأحكام حِكَما ومصالحَ ، مع أنّ من تلك الحِكم ما يمكن أن يتعرّف ، ولعلّ ما لا يعرف منها يكون أكثر ، على أنّ الاجتهاد لا يغني من ذلك ؛ لبقاء الشبهات بعده إن لم تزد به . ۲
انتهى ما أردنا نقله من الوافي .
وأنا أقول : من أعظم الحِكم في إبهام بعض الأحكام أن يعلم الناس شدّة الاحتياج إلى وليّ الأمر وصاحب العصر ، فيتضرّعوا إلى اللّه تعالى أن يعجّل الفرج بظهوره ، ويقشع غمائم الشبهات بنوره ؛ وذلك لأنّ اعتقاد أهل الحقّ أنّه ما من شيء ممّا يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة إلّا وللّه تعالى فيه حكم حتّى أرش الخدش ، والجميع مستودع محفوظ عند أهل الذِّكر عليهم السلام ، واُمِرَ الناس أن يسألوهم عنها ، وكلّ شبهة ولبس عرض فهو من جهة غيبة وليّ الأمر الناشئة من الاُمّة ، كغيبة نبيّنا صلى الله عليه و آله زمانا في الغار ، مع أنّ اللّه تعالى بعثه رسولاً ليبيّن للناس ما يحتاجون في أمر الدِّين ، ولا ضير في احتياج الناس وعدم تمكّنهم من الوصول إلى مَن اُرسل إليهم لبيان ما يحتاجون ، ولم يكن للناس على اللّه حجّة بأنّه تركهم سُدى مهملين في مدّة الغيبة؛ إذ لم يمكنهم الانتفاع بالذي بعثه إليهم ، وهذه الغيبة وعدم حجّة المبعوث إليهم على اللّه في مدّتها أمرٌ بيّن الوقوع لا يستطيع أحد إنكاره ، وإذا جاز ذلك في يومين وثلاثة ولا ينافي الحكمة ، جاز في سنة وألف سنة كما لايخفى على اُولي النّهى ، فلا يستبعد استيداع اللّه تعالى الأحكام المحتاج إليها وليَّه ، ووقعت غيبته من جهة أهل الطغيان مدّةً حسبَ ما في الحكمة ، وكون الناس في تلك المدّة في الحيرة ؛ إذ كان ذلك رحمةً للمؤمنين ، حيث ينتظرون ما وعد اللّه لهم بقوله : «وَ نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِى الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَ رِثِينَ»۳ وبقوله : «فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ» إلى قوله سبحانه :

1.في المصدر : «المشهور» .

2.الوافي ، ج ۱ ، ص ۱۳ ـ ۱۷ .

3.القصص (۲۸) : ۵ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 127888
صفحه از 637
پرینت  ارسال به