ينبت شيئا ، ومنها سهل حرّ ينبت ، ومنها سبخة لا تنبت . وقيل : إنّها متجاورات : بعضها عامر ، وبعضها غير عامر .
«وَجَنَّاتٌ» أي بساتينُ «مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ» أي نخلات من أصلٍ واحد «وَغَيْرُ صِنْوَانٍ» أي نخلات من اُصولٍ شتّى . والصنو : الأصل ، يُقال : هذا صنوه، أي أصله ؛ عن ابن الأنباري .
وقيل : إنّ [الصنوان :] النخلة تكون حولها النخلات ، و«غير صنوان» : النخيلُ المتفرّق . وقيل : الصنو : المثل ، والصنوان : الأمثال ، ومنه قوله عليه السلام : «عمّ الرجل صنو أبيه» .
«يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ» : بماء الأنهار ، أو بماء السماء .
«وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِى الْأُكُلِ» في الطعم واللون والطبع ، مع أنّ الأرض واحدة والشرب واحد والجنس واحد ، حتّى يكون بعضها حامضا ، وبعضها حلوا ، وبعضها مرّا ، ولو كانت بالطبع لما اختلفت ألوانها وطعومها مع كون الأرض والماء والهواء واحدا . وفي هذا أوضح دلالةٍ على أنّ لهذه الأشياء صانعا قادرا أحدثها وأبدعها ودبّرها على ما تقتضيه حكمته . و«الأُكُل»: الثمر الذي يؤكل .
وروي عن جابر قال : سمعت النبيّ صلى الله عليه و آله يقول لعليّ عليه السلام : «الناس من شجرٍ شتّى ، وأنا وأنت من شجرةٍ واحدة» وقرأ: «وَفِى الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ» الآية . ۱
انتهى كلامه قدس سره .
وأنا أقول :
في الصحاح : «النخل والنخيل بمعنى ، والواحدة النخلة» ۲ .
وفي القاموس : «النخل: معروف، كالنخيل ، واحدته : نخلة ، والجمع : نخيل» . ۳
وفي الصحاح :
إذا خرج نخلتان أوثلاثٌ من أصل واحد، فكلّ واحدة منهنّ صنو ، والاثنان : صنوان ، والجمع : صنوانٌ ، برفع النون .
1.مجمع البيان ، ج ۶ ، ص ۱۰ ـ ۱۱، ملخّصا .
2.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۲۷ (نخل) .
3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۵۵ .