209
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

في تفسير البيضاوي في سورة الروم :
«ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ» منتزعا من أحوالها التي هي أقرب الاُمور إليكم «هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» من مماليككم «مِنْ شُرَكَاءَ فِى مَا رَزَقْنَاكُمْ» من الأموال وغيرها «فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ» : فتكونون أنتم وهم فيه شرعا يتصرّفون فيه كتصرّفكم ، مع أنّهم بشرٌ مثلكم وأنّها معارة لكم .
«من» الاُولى ابتدائيّة ، والثانية للتبعيض ، والثالثة مزيدة لتأكيد الاستفهام الجاري مجرى النفي .
«تَخَافُونَهُمْ» أن يستبدّوا بتصرّف فيه «كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ» كما يخاف الأحرار بعضُهم من بعض «كَذَلِكَ» : مثل ذلك التفصيل «نُفَصِّلُ الْايَاتِ» : نبيّنها ؛ فإنّ التمثيل ممّا يكشف المعاني ويوضحها «لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» : يستعملون العقول في تدبّر الأمثال . ۱قوله :«وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا»۲.[ح ۱۲ / ۱۲]
في تفسير البيضاوي:
على حذف مضافٍ ، تقديره : ومثل داعي الذين كفروا كمثل الذي ينعق ، أو مثل الذين كفروا كمثل بهائم الذي ينعق ، والمعنى أنّ الكفرة لانهماكهم في التقليد لا يلقون أذهانهم إلى ما يُتلى عليهم ، ولا يتأمّلون فيما يقرّر معهم ؛ فهم في ذلك كالبهائم التي ينعق عليها فتسمع الصوت ولا تعرف مغزاه ، وتحسّ بالنداء ولا تفهم معناه .
وقيل : هو تمثيل في اتّباعهم الهوى على ظاهر حالهم جاهلين بحقيقتها بالبهائم التي تسمع الصوت ولا تفهم ما تحته ، أو تمثيلهم في دعائهم الأصنام بالناعق في نعقه وهو التصويت على البهائم ، وهذا يُغني عن الإضمار ، ولكن لا يساعده قوله : «إلّادعاءً ونِدَاءً» لأنّ الأصنام لا تسمع ، إلّا أن يجعل ذلك من باب التمثيل المركّب . ۳
أقول : الداعي على ما ذهب إليه نبيّ العصر ، ويجوز أن يكون المراد بالذين كفروا الكفرةَ الرؤساء الذين يدعون مقلّدتهم السفلة الجهلاء إلى ما هم عليه ، وهم يجيبونهم بمجرّد الدعاء والنداء من غير أن يفكّروا أحقٌّ ما يدعون إليه، أم باطل .

1.أنوار التنزيل ، ج ۴ ، ص ۳۳۴ .

2.البقرة (۲) : ۱۷۱ .

3.أنوار التنزيل ، ج ۱ ، ص ۴۴۸ ـ ۴۴۹ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
208

وفي الحديث : «عمّ الرجل صنو أبيه» . أبو زيد : رَكيّتان صنوانِ : إذا تقاربتا أونبعتا من عينٍ واحدة . ۱قوله :«يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفا وَطَمَعا»۲.[ح ۱۲ / ۱۲]
وفي الحديث : «الخوف للمسافر ، والطمع للمقيم» . ۳قوله :«قُلْ تَعَالَوْا».[ح ۱۲ / ۱۲]
في الصحاح :
التعالي : الارتفاع ، تقول منه إذا أمرت : تعالَ يارجل ، بفتح اللّام ، وللمرأة : تعالَي ، وللمرأتين : تعالَيا ، وللنسوة : تعالَيْنَ . ولا يجوز أن يُقال منه : تعاليتَ ، ولا يُنهى عنه ، وتقول : قد تعاليتُ ، وإلى أيّ شيءٍ أتعالى . ۴قوله :«وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا»۵[ح ۱۲ / ۱۲]
أي وافعلوا بالوالدين إحسانا ، ومثل هذا التقدير كثير في القرآن ، وقد سبق في قوله تعالى : «هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ»۶ أي ثمّ يبقيكم لتبلغوا أشدّكم .
وقوله : «وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمّىً» أي يفعل ذلك بكم لتبلغوا أجلكم الذي سمّاه لكم .
قوله :«مِنْ إِمْلَاقٍ»۷.[ح ۱۲ / ۱۲]
في القاموس : «أملق : افتقر» ۸ . وفي آية اُخرى : «خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ»۹ .
قوله : (وقال :«هَلْ لَكُمْ»)۱۰إلى آخره .[ح ۱۲ / ۱۲]

1.غافر (۴۰) : ۶۷ .

2.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۰۴ (صنا).

3.الرعد (۱۳) : ۱۲ .

4.اُنظر: تفسير السمعاني ، ج ۳ ، ص ۸۲ ؛ تفسير البغوي ، ج ۳ ، ص ۱۰ .

5.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۳۷ (علو) .

6.البقرة (۲) : ۸۳ .

7.الأنعام (۶) : ۱۵۱ .

8.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۸۴ (ملق) .

9.الإسراء (۱۷) : ۳۱ .

10.الروم (۳۰) : ۲۸ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 127520
صفحه از 637
پرینت  ارسال به