213
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

وفي نهج البلاغة بعد خطبة الطاووس : «لا تكونوا كجفاة الجاهليّة ؛ لا في الدِّين يتفقّهون ، ولا عن اللّه يعقلون» . ۱
وفي كتاب الإيمان والكفر في باب فضل اليقين : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول : «كان في الكنز الذي قال اللّه عزّوجلّ : «وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا»۲ كان فيه : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، عجبتُ لمن أيقنَ بالموت كيف يَفْرَحُ ، وعجبتُ لمن أيقن بالقَدَر كيف يَحْزَنُ ، وعجبتُ لمن رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يَرْكَنُ إليها ، وينبغي لمن عَقَلَ عن اللّه أن لا يتّهم اللّه في قضائه ، ولا يستبطئه في رزقه» . ۳قوله : (وَيَرَى الناسَ كُلَّهُمْ خَيْرا مِنْهُ، وَهُوَ۴شَرُّهُمْ في نَفْسِه) .[ح ۱۲ / ۱۲]
بقيد «في نفسه» ينحلّ الإشكال الوارد على ظاهر الحديث، كما لايخفى على المتدبّر .
وقوله عليه السلام : (وهو تمام الأمر)] ح ۱۲ / ۱۲] أيضا يؤمي إلى معناه ، وسيجيء في باب المؤمن وعلاماته في حديث هَمّام : «كلّ سعي أخلص عنده من سعيه ، وكلّ نفسٍ أصلح عنده من نفسه ». ۵قوله : (العقلُ غطاءٌ سَتيرٌ) إلى آخره . [ح ۱۳ / ۱۳]
نقل السيّد الرضيّ رضى الله عنه في أواخر نهج البلاغة ما هذه عبارته : وقال عليه السلام : «الحلم غِطاءٌ ساترٌ، والعقل حُسامٌ قاطع ، فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِك بحلمك، وقاتِلْ هواك بعقلك». ۶ فتدبّر ، ثمّ تبصّر .
قوله : (وضدَّه الخُرْقَ) .] ح ۱۴ / ۱۴]
في القاموس : «الخرق ـ بالضمّ وبالتحريك ـ ضدّ الرفق» . ۷

1.نهج البلاغة ، ص ۲۴۰ ، الخطبة ۱۶۶ .

2.الكهف (۱۸) : ۸۲ .

3.الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۹ ، باب فضل اليقين ، ح ۹ .

4.في الكافي المطبوع : «وأنّه» بدل «وهو» .

5.الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۶۶ ، باب المؤمن و علاماته وصفاته ، ح ۱ .

6.نهج البلاغة ، ص ۵۵۱ ، الحكمة ۴۲۴ .

7.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۲۶ (خرق) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
212

أحدها : الفاعل، وزيادتها واجبة غالبة وضرورة ـ قال: ـ والغالبة في فاعل «كفى» نحو «كَفى بِاللّهِ شَهِيدا» . ۱
ثمّ قال بعد كلام :
قالوا : ومن مجيء فاعل «كفي» هذه مجرّدا عن الباء قول سجم ۲ : «كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا».
ووجه ذلك ـ على ما اخترناه ـ أنّه لم يستعمل «كفى» هنا بمعنى اكتف ، ولا تزاد الباء في فاعل «كفى» التي بمعنى أجزأ وأغنى ، ولا التي بمعنى وقى ، فالاُولى متعدّية لواحد كقوله :

قليلٌ منك يكفيني ، ولكنقليلك لا يُقال له قليلُ
والثانية : متعدّية لاثنين، كقوله تعالى : «وَكَفَى اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ»۳ ، «فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللّهُ» . ۴ ووقع في شعر المتنبّي زيادة الباء في فاعل «كفى» المتعدّيةِ لواحد . ۵
قال :
وقد زيدت في مفعول «كفى» المتعدّية لواحد ، ومنه الحديث : «كفى بالمرء كذبا بأن يحدّث بكلّ ما سمع» وقوله :

كفى بنا فضلاً على من غيرناحبُّ النبيّ محمّد إيّانا
وقيل : إنّما هي في البيت زائدة في الفاعل ، و«حبّ» بدل اشتمال على المحلّ .
وقال المتنبّي (شعر) :

كفى بجسمي نحولاً أنّني رجلٌلولا مخاطبتي إيّاك لم ترني۶
قوله : (إلّا لِيَعْقِلُوا عَنِ اللّهِ) .] ح ۱۲ / ۱۲]
سيجيء أنّه «لم يَخَفِ اللّهَ من لم يَعقِلْ عن اللّه ، ومن لم يَعْقِلْ عن اللّه لم يَعْقِدْ قلبَه على معرفةٍ ثابتةٍ يُبصرها ويَجِدُ حقيقَتَها في قلبه» .

1.النساء (۴): ۷۹ و ۱۶۶؛ الرعد (۱۳): ۴۳؛ الإسراء (۱۷): ۹۶؛ الفتح (۴۸): ۲۸ .

2.في المصدر : «سحيم» .

3.الأحزاب (۳۳) : ۲۵ .

4.البقرة (۲) : ۱۳۷ .

5.مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۱۰۶ ـ ۱۰۷ .

6.مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۱۰۹ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 127431
صفحه از 637
پرینت  ارسال به