223
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

باب المستأكل بعلمه والمُباهي به

قوله : (فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار) . ] ح ۶ / ۱۲۳]
في النهاية : «فيه : مَن كذب عليَّ متعمّدا، فليتبوّأ مقعده من النار. ومعناه : لينزل منزله من النار ؛ يُقال : بوّأه اللّه منزلاً : أسكنه إيّاه ، وتبوّأتُ منزلاً : اتّخذته» . ۱

[باب لزوم الحجّة على العالم وتشديد الأمر عليه]

قوله : ([إذا بَلَغَتِ النفسُ هاهنا ـ وأشارَ بيده إلى حَلْقِه ـ لم يَكُنْ لِلْعالِمِ تَوْبَةٌ ]ثمّ قرأ«إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ»۲) .] ح ۳ / ۱۲۶]
في الصحاح : «الجهل: خلاف العلم» . ۳
أقول : كثيرا ما يُطلق الجاهل على من كان مغلوبا للهوى ؛ للتلازم بين الهوى والجهل . بيانه : أنّ المرء لا يُقدم على تناول ما يعلم أنّه ضارّ لا نفع فيه بوجه ، أو فيه نفع ولكن ضرره أعظم من نفعه، كأكل السمّ القاتل، وأكل طعام لذيذ علم خلطه بالسمّ ، ويقدم على الإتيان بالمحرّمات التي ضررها أضعاف ضرر السمّ ، وما ذلك إلّا لعدم العلم اليقيني بالضرر المُوعَدِ به برؤية اللّه تعالى إيّاه في السرّ والعلانية ، فمن عمل معصية فهو إنّما عملها بجهالة .
ولعلّ قائلاً يقول : إنّه يمكن العمل مع العلم إذا غلب الرجاء واستُهين الفعل في جنب كرم الجواد الغنيّ ، أو دعا اللجاج وثَوَرانُ الغيظ إليه كما هو مشهور عن الوليد اللعين، وتمزيقه القرآن المجيد عند ما فتحه ورأى؛ «وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ»۴ ، والشعرُ الذي أنشده ذلك اللعين في هذا الباب مشهور .
وجوابه : أنّ هذين أيضا جاهلان؛ أمّا الراجي ، فإنّه جاهل ؛ لأنّ المعصية وإن كانت

1.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۵۹ (بوأ) .

2.النساء (۴) : ۱۷ .

3.الصحاح، ج ۴، ص ۱۶۶۳ (جهل).

4.إبراهيم(۱۴) : ۱۵ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
222

فزاد وازداد» ۱ . وفي الصحاح : «زاد الشيء يزيد زيدا وزيادةً ، أي ازداد ، وزاده اللّه خيرا» . ۲
وعلى هذا فقوله عليه السلام : «صاحبه» رفع على الفاعليّة ، و«كفرا» نصب على التمييز .
قوله : (فَأبَثَّ۳له [الشهادةَ]) .] ح ۵ / ۱۱۵]
في القاموس : «بثّ الخير وأبثّه : نشره» . ۴قوله: (والحَسْرَةُ) ] ح ۶ / ۱۱۶] مرفوع على الابتداء .وقوله: (منها) ] ح ۶ / ۱۱۶] أي من الحسرة ، والكلام في المسألة المعروفة بالكحليّة .قوله : (لا تَرتابوا فَتَشُكُّوا) . ] ح ۶ / ۱۱۶]
في أمالي الصدوق طاب ثراه : قال أبو جعفر عليه السلام : «يا زياد ، إيّاك والخصومات ؛ لأنّها تورث الشكّ ، وتحبط العمل ، وتردي صاحبها» . ۵قوله : (ولا تُرَخِّصُوا لأنْفُسِكُمْ فَتُدْهِنوا) . ] ح ۶ / ۱۱۶]
في خطبة من خطب نهج البلاغة : «لاتُرخّصوا لأنفسكم، فتَذْهَبَ بكم الرُّخَصُ مذاهبَ الظَّلَمَة ؛ ولا تُداهِنوا، فَيَهْجُمَ بكم الإدْهانُ على المعصية». ۶
وقد سبق في الخطبة : «فكانوا محصورين بالأمر والنهي ، مأمورين بقول الحقّ ، غير مرخّص لهم في المقام على الجهل ».
وليكن في ذُكرك أنّ اللام الواقعة بعد الترخيص صلة يتوسّط بين الفعل والمفعول، ولا يستعمل الترخيص بدونها .
في القاموس : «رخص له كذا ترخيصا» . ۷
وإذا تبيّن ذلك علم وجه الإفراد في قوله: «غير مرخّص لهم» فتدبّر .

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۹۹ (زود).

2.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۸۱ (زيد) .

3.في الكافي المطبوع : «فأثْبَتَ» .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۶۱ (ثبت) .

5.الأمالي للصدوق ، ص ۴۱۷ ، المجلس ۶۵ ، ح ۲ .

6.نهج البلاغة ، ص ۱۱۶ ، الخطبة ۸۶ .

7.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۰۴ (رخص) .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 126800
صفحه از 637
پرینت  ارسال به