231
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

وفي كتاب محاسن البرقي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : «قال المسيح عليه السلام : معشر الحواريّين، لم يضرّكم من نتن القطران إذا أصابكم سراجه ؛ خذوا العلم ممّن عنده ، ولا تنظروا إلى عمله» . ۱
وفي الخبر المستفيض أيضا : «الحكمة ضالّة المؤمن ، أينما وجدها أخذها» . ۲

[باب البدع والرأي والمقاييس]

قوله : (إنّ مِنْ أبغَضِ الخَلْق) إلى آخره .] ح ۶ / ۱۶۶]
في نهج البلاغة : وكان من كلامٍ له عليه السلام في صفة من تصدّى للحكم بين الاُمّة وليس له بأهل : «إنّ من أبغض الخلائق إلى اللّه رجلان» إلى آخره . ۳
وفي كتاب المغرب للمطرزي في باب الذال المعجمة ما هذه عبارته :
في فتاوى الليث عن عليٍّ عليه السلام : إنّ رجلاً أتى وقال : يا أمير المؤمنين ، قُضِيَتْ عليَّ قضيّة ذهبت فيها أهلي ومالي ، فخرج إلى الرحبة فاجتمع عليه الناس ، فقال : «ذمّتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم ، إنّ من صرحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات حجزه التقوى عن تقحّم الشبهات ؛ إنّ أشقى الناس رجلٌ قمش علما في أوباش الناس بغير علم ولا دليل ، بكّر فاستكثر ممّا قلّ منه خيرٌ ممّا كثر، حتّى إذا ارتوى من آجن ، واكتنز من غير طائل ، جلس للناس مفتيا لتخليص ما التبس على غيره ، فهو من قطع الشبهات في مثل نسج العنكبوت ، لا يدري أصاب أم أخطأ ، خبّاط عشوات ، ركّاب جهالات ؛ لم يعضّ على العلم بضرسٍ قاطع فيغنم ، ولم يسكت عمّا لم يعلم فيسلم ؛ تصرخ منه الدِّماء ، وتبكي منه المواريث ، ويستحيل بقضائه الفرج الحرام ؛ اُولئك الذين حصلت لهم النياحة أيّام حياتهم» .
قرأت هذا الحديث في كتاب نهج البلاغة ۴ أطولَ من هذا ، وقرأته في الفائق بروايةٍ

1.المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۳۰ ، ح ۱۷۲ .

2.الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۶۷ ، ح ۱۸۶ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۶۲۵ ، المجلس ۳۰ ، ح ۳ ؛ خصائص الأئمّة ، ص ۹۴ ؛ منية المريد ، ص ۱۷۳ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۴ ، ص ۸۱ ، ح ۸۲ ، مع اختلاف يسير .

3.نهج البلاغة ، ص ۵۹ ، الخطبة ۱۷ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
230

تعريض لأهل الضلال الذين يتركون نصوص الكتاب ، ويتّبعون أحاديثهم المزوَّرة وأكاذيبهم الموضوعة .
وإلى هذا أشار أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة من نهج البلاغة : «واعلموا أنّ هذا القرآن هو الناصحُ الذي لا يَغُشُّ ، والهادي الذي لا يَضِلَّ ، والمحدّثُ الذي لا يَكْذِبُ» إلى قوله : «فكونوا من حَرَثَتِه وأتباعه ، واسْتَدِلّوه على ربّكم ، واستَنْصِحوه على أنفسكم، واتَّهِموا عليه آراءَكُم ، واسْتَغِشُّوا فيه أهواءَكم» الحديث . ۱
وفي رجال الكشّي بالإسناد عن محمّد بن حكيم ، قال : ذكر عند أبي جعفر عليه السلام سلمانُ ، فقال : «ذلك سلمان المحمّدي ، إنّ سلمان منّا أهلَ البيت ، إنّه كان يقول للناس: هربتم من القرآن إلى الأحاديث وجدتم كتابا رقيقا حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبّة الخردل ، فضاق ذلك عليكم ، وهربتم إلى الأحاديث التي اتّسعت عليكم» . ۲قوله : (والجُهّالُ يَحْزُنُهُمْ حِفْظُ الروايةِ) .] ح ۶ / ۱۳۳]
لعلّ الصحيح «يعجبهم» بدل «يحزنهم». روى المصنّف قدس سره في كتاب الروضة عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال في رسالته التي كتبها إلى سعد الخير : «وكلّ اُمّة قد رفَع اللّه عنهم علمَ الكتاب حين نبذوه ، وولّاهم [عدوَّهم] حين تولّوه ، وكان مِنْ نَبْذِهم الكتابَ أن حرّفوه ۳ وحرّفوا حدوده ، فهم يَروونَه ولا يَرْعَوْنَه ، والجهّالُ يُعجِبُهم حفظُهُم للرواية ، والعلماء يحزنهم تَرْكُهم للرعاية» . ۴قوله : (عِلْمُه الذي يَأخُذُهُ عمّن يَأخُذُهُ) .] ح ۸ / ۱۳۵]
المراد العلم النقلي الذي لاسبيل إليه إلّا التقليد ؛ جمعا بينه وبين ما هو مستفيض عن أمير المؤمنين عليه السلام : «لا تنظر إلى من قال ، وانظر إلى ما قال» . ۵

1.نهج البلاغة ، ص ۲۵۲ ، الخطبة ۱۷۶ .

2.رجال الكشّي ، ص ۱۸ ، ح ۴۲ .

3.في المصدر : «أن أقاموا حروفه» بدل «أن حرّفوه» .

4.الكافي ، ج ۸ ، ص ۵۲ ، ح ۱۶ .

5.غرر الحكم ، ص ۵۸ ، ح ۶۱۲ ؛ و ص ۴۳۸ ، ح ۱۰۰۳۷ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103582
صفحه از 637
پرینت  ارسال به