233
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

وقوله : «لم يعضّ على العلم بضرسٍ قاطع» أي لم يُتقنه ولم يُحكمه ؛ وهذا تمثيل . ۱
انتهى ما نقلناه من كتاب المغرب .
وليت شعري مَن المفتي والحاكم الذي ذكر عليه السلام أوصافه على سبيل التعريض ، ولم يتمكّن من التصريح باسمه ، ومنعه من الفتوى والحكم ، وهل الفاضلان جاهلان بالمعرّض له ، أم متجاهلان ؟ ولعمري أنّ الأمر أجلى من أن يُستكشف بالبحث والتفتيش ، وإن لم تستطع أن تراه عيون الخفافيش إذا لم يكن للمرء عينٌ صحيحةٌ ، فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر .
قوله : (مَشْغوفٌ۲
بكلامِ بِدْعَةٍ) .] ح ۶ / ۱۶۶]

في الصحاح : «الشغاف : غلاف القلب ، وهو جلدة دون الحجاب ۳ ؛ يُقال : شغفه الحبّ ، أي بلغ شغافه» . ۴قوله : (قد لَهِجَ بالصومِ والصلاةِ) .] ح ۶ / ۱۶۶]
في الصحاح : «اللهج بالشيء : الولوع به» . ۵قوله : (فهو فِتنةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِه) .] ح ۶ / ۱۶۶]
في نهج البلاغة : «لا يقولنّ أحدكم : اللّهمَّ إنّي أعوذُ بك من الفتنة؛ لأنّه ليس أحدٌ إلّا وهو مُشتمِلٌ على فتنةٍ ، ولكن من استعاذَ فليستَعِذْ من مُضِلّاتِ الفِتَنِ» . ۶
قال الشارح ابن أبي الحديد :
الفتنة لفظٌ مشترك ـ إلى أن قال ـ : وتارةً تطلق على الضلاّل [يقال:] رجل فاتن ومفتن ، أي مُضلّ عن الحقّ ؛ جاء ثلاثيّا ورباعيّا ، وقال تعالى : «مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَا مَنْ هُوَ صَالِى الْجَحِيمِ»۷ أي بمضلّين . وقرأ قومٌ: بمفتنين . انتهى . ۸
وقال الصدوق ـ طاب ثراه ـ في كتاب التوحيد بعد تفسير القضاء وذكر معانيه :

1.المغرب ، ص ۱۷۶ ـ ۱۷۷ (ذمم) .

2.في الكافي المطبوع : «مشعوف» .

3.في المصدر : «دونه كالحجاب» .

4.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۸۲ (شغف) .

5.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۳۹ (لهج) .

6.نهج البلاغة ، ص ۴۸۳ ، الحكمة ۹۳ .

7.الصافّات (۳۷) : ۱۶۲ ـ ۱۶۳ .

8.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۲۴۸ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
232

اُخرى فيها تفاوت ۱ ، ولا أشرح إلّا ما نحن فيه .
يُقال : هو رهنٌ بكذا ورهينة ، أي مأخوذٌ به . يقول : أنا بالذي أقوله مأخوذٌ وزعيم ، أي كفيل ، فلا أتكلّم إلّا بما هو صدق وصواب . والمعنى أنّ قولي هذا حقّ وأنا في ضمانه ، فلا تعدلنّ عنه .
ثمّ أخذ في تقريره فقال : «إنّ من صرحت له العبر» أي ظهرت أو كشفت؛ لأنّ التصريح يتعدّى ولا يتعدّى ، يعني أنّ من اعتبر بما رأى، وسمع من العقوبات التي حلّت بغيره فيما سلف «حجزه التقوي» بالزاي ، أي منعه الاتّقاء عن الوقوع فيما يشتبه ويشكل أنّه حقٌّ أو باطل ، صدقٌ أو كذب ، حلالٌ أو حرام ، فيحترس ويحترز . ويُقال : تقحّم في الوهدة ، أي رمى بنفسه فيها على شدّة ومشقّة. و«القمش» الجمع من هنا وهنا .
و«أوباش الناس»: أخلاطهم ورذالهم ، ولم أسمعه في هذا الحديث .
وقوله : «بكّر» أي ذهب بكرة ، يعني أخذ في طلب العلم أوّل شيء .
«فاستكثر» أي أكثر وجمع كثيرا ممّا قلّ منه الصواب ممّا قلّ منه كما في الفائق، وسماعي في النهج: «فاستكثر من جمعِ ما قلّ منه» على الإضافة ، وصوابه من جمعٍ بالتنوين ، أي من مجموع ، حتّى يرجع الضمير في «منه» إليه ، أو ما على رواية الفائق.
والارتواء : افتعال من روى بالماء ريّا .
والآجن : الماء المتغيّر ، وهذا من المجاز المرشّح ، وقد شبّه علمه بالماء الآجن في أنّه لا نفع فيه ولا محصول عنده .
والاكتناء : الامتلاء . والطائل : الفائدة والنفع . ونسج العنكبوت مَثَل في كلّ شيءٍ ضعيفٍ واهٍ .
والعشواء ـ بالحركات الثلاث ـ : الظلمة . ومنها قولهم : ركب فلان عشوة : إذا باشر أمرا لم يتبيّن له وجه ؛ يُقال : أوطأته العشوة : إذا حملته على أمرٍ ملتبس وربّما كان فيه هلاكه .
والخبط في الأصل : الضرب على غير استواء ، ومنه قولهم : فلان يخبط خبط عشواء، شبّهه في تحيّره في الفتوى بواطي العشوة وراكبها .

1.الفائق في غريب الحديث ، ص ۴۰۴ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 105477
صفحه از 637
پرینت  ارسال به