245
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

كتاب التوحيد

باب حدوث العالم وإثبات المحدث

للعالم جزءان : روحاني وجسماني ، سماويّات وأرضيّات . والسماويّات منها ما لا ينال بالحسّ ، وإنّما علم بعضها من جهة الحركة كالكرات التسع ، وبعض آخر بتوقيف الشرع ؛ فهي والروحانيّات مشتركان في عدم ظهور حدوثها ؛ لخفاء ذواتها، وحركات الكواكب وتبدّل أوضاعها ونسبها إنّما تدلّ على حدوث صفاتها لا حدوث ذواتها ، و الاستحالات العنصريّة إن كانت في الجوهر ، فيدلّ على حدوث قليل من الذوات ، فإذن أكثر أجزاء العالم غير ظاهر الحدوث .
فليس مراد المصنف ـ طاب ثراه ـ أنّ الباب في ذكر الحدوث الظاهر من جميع العالم ليتوصّل به إلى إثبات محدثه ، و لا أنّ الباب في إثبات حدوث العالم ؛ لأنّ ذكر الإثبات بعد تقديره ممّا يأباه من له درية بأساليب الكلام ، فتحمل الإضافة على أنّه من باب ضرب اليوم ، أي باب ذكر الحدوث الفاشي في العالم في الجمله الدالّ بتناسب الحادثات وتلائمها واتّساقها وانتظامها واتّصال بعضها ببعض ولطف التدبير وجوده التقدير فيها، كما قلت في قصيدتي اللاميّة (شعر):

وكيف أجحد ترتيب الوجود وقدأراه نحو قطار النوق والجمل
كلّا بكلّ منوطا غير منقطعكلّا بكلّ ربوطا غير منفصل
بلى إن تأمّلتها ألفيت سلسلةاُحيل فكّ ثوانيها عن الأول
بل في أنّ في الوجود محدثا قديما صانعا حكيما قادرا قاهرا على العالم المشاهد ، ثمّ بمعونة مقدّمات اُخر إثبات أنّ مرجع كافّة الموجودات إليه.
روى الصدوق ـ طاب ثراه ـ في كتاب التوحيد في باب الردّ على الثنويّة عن هشام بن


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
244
  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103516
صفحه از 637
پرینت  ارسال به