303
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

وكذلك يجب تكرارها إذا دخلت على مفردٍ خبرٍ أو صفةٍ أو حالٍ ، نحو : زيد لا شاعر ولا كاتب ولا جاء زيد لا ضاحكا ولا باكيا ، ونحو «إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ» ، ۱«وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ» ، ۲«وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ» ، ۳«مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ»۴ ، وإن كان ما دخلت عليه فعلاً مضارعا لم يجب تكرارها، نحو: «لَا يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ» ، ۵«قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا»۶ .
ويتخلّص المضارع بها للاستقبال عند الأكثرين ، وخالفهم ابن مالك ؛ لصحّة قولهم : «جاء زيد لا يتكلّم» بالاتّفاق ، على أنّ الجملة الحاليّة لا تصدّر بدليل استقبال . ۷
انتهى ما أردنا نقله من كتاب مغني اللّبيب .
والمقصود بالذِّكر أوّلاً وبالذات قوله : «وكذلك يجب تكرارها إذا دخلت على مفرد» كي يعلم أنّ «لا» في قوله عليه السلام : «لا جسم ولا صورة» غير العاملة ، والباقي من أحكام «لا» ذُكر بالعرض ؛ لأنّ الاحتياج إليها في الأحاديث غير قليل ، فأحببت أن اُذكِّر بها الإخوانَ فيكونَ في ذُكرهم .

1.البقرة (۲) : ۶۸ .

2.الواقعة (۵۶) : ۴۳ ـ ۴۴ .

3.الواقعة (۵۶) : ۳۲ ـ ۳۳ .

4.النور(۲۴) : ۳۵ .

5.النساء (۴) : ۱۴۸ .

6.الأنعام (۶) : ۹۰ .

7.مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۲۳۷ ـ ۲۴۴، ملخّصا.


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
302

خاصّةً ، وأنّ خبرها مرفوع .
الثالثة : أنّها لا تعمل إلّا في النكرات ، خلافا لابن جنّي وابن الشجري .
الوجه الثالث : أن تكون عاطفة.
قال بعد ذكر شروطها :
الوجه الرابع : أن تكون جوابا مناقضا لنعم، وهذه تُحذَف الجمل بعدها كثيرا ، يقال : أجاءك زيد؟ فتقول : لا ، والأصل : لا ، لم يجيء .
والخامس : أن تكون على غير ذلك ، فإن كان ما بعدها جملةً اسميّة صدرها معرفةٌ أو نكرة ولم تعمل فيها ، أو فعلاً ماضيا لفظا أو تقديرا ، وجب تكرارها ؛ مثال المعرفة : «لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِى لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ»۱ ، ومثال النكرة التي تعمل فيها : «لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ»۲ ، والتكرار هنا واجب ، بخلافه في : «لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ»۳ ، ومثال الفعل الماضي : «فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى»۴ ، وفي الحديث : «فإنّ المُنْبَتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا بقي» ، وقول الهذلي : كيف أعزم من [لا] شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهلّ ، وإنّما ترك التكرار في : «لا شلّت يداك» و«لا فضّ اللّه فاك» لأنّ المراد الدعاء ، فالفعل مستقبل في المعنى ، ومثله في عدم وجوب التكرار لعدم قصد المعنى ، إلّا أنّه ليس دعاءً قولُه : «واللّه لا فعلت كذا» .
وأمّا قوله تعالى : «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ»۵ فإنّ «لا» فيه مكرّرة في المعنى ؛ لأنّ المعنى: فلا فكّ رقبة، ولا أطعم مسكينا ؛ لأنّ ذلك تفسير العقبة . قاله الزمخشري .
وقال الزجّاج : إنّما جاز لأنّ «ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا»۶ معطوف عليه، وداخل في النفي، فكأنّه قيل : فلا اقتحم ولا آمن . انتهى .
ولو صحّ لجاز : لا أكل زيد وشرب . وقال بعضهم : «لا» دعائيّة ، دعاءٌ عليه أن لا يفعل خيرا .
وقال آخَرُ تحضيضٌ ، والأصل : فإلّا اقتحم ، ثمّ حذفت الهمزة . وهو ضعيف .

1.يس (۳۶) : ۴۰ .

2.الصافّات (۳۷) : ۴۷ .

3.الطور (۵۲) : ۲۳ .

4.القيامة (۷۵) : ۱۳ .

5.البلد (۹۰) : ۱۱ .

6.البلد (۹۰): ۱۷.

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 126996
صفحه از 637
پرینت  ارسال به