فظهر أنّ تغيير الاُسلوب في الفقرة الثانية أيضا واقع موقعه ، فالحمدُ للّه الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه .
قوله : (إنّ اللّهَ أَجَلُّ[وأعَزُّ] وَأكْرَمُ مِنْ أنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِه) .[ح ۳ / ۲۳۱]
أي ذاته المقدّسة بأن يشبّه بالشمس أو بضوئها أو بآدم أو ببلّورة ، تعالى عن ذلك ، وإلّا فهو معروف بالآثار، كما أوضحنا في الحاشية السابقة عند ذكر القسم الأوّل من قسمَيِ المعرفة ، وإنّما لا يعرف الذات الأقدس بخلقه؛ لما بيّنه الإمام أبو الحسن الرضا عليه السلام في خطبةٍ خَطَبَها في مجلس المأمون من أنّ نفس خلقيّة الخلق حجابٌ بينه تعالى وبينهم ۱ ، فكيف يتصوّر معرفته بهم ؟
وفي خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة : «لا يَحجُبُه الحُجُبُ ، والحجابُ بينه وبين خَلْقِهِ خَلْقُهُ إيّاهم ؛ لامتناعه ممّا يُمكن في ذواتهم ، ولإمكانهم ممّا يمتنع منه» . ۲
وفي خطبة أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهماالسلام : «ليس بينه وبين خَلْقه حجابٌ غير خَلْقه» . ۳
باب المعبود
قوله : (مَنْ عَبَدَ اللّهِ بِالتوهّمِ) .[ح ۱ / ۲۳۵]
المراد به الإخطار بالبال على وجه التحديد والتصوير ، ولم يذكر هذا المعنى للتوهّم في شيءٍ من كتب اللغة المشهورة ، مثل الصحاح والقاموس والنهاية والمُغرب وتاج المصادر ؛ بل في القاموس : «الوهم من خطرات القلب ، أو مرجوحُ طَرَفَي المتردَّد فيه ؛ وتوهَّمَ : ظَنَّ» . ۴
1.التوحيد ، ص ۳۴ ، ح ۲ ؛ الأمالي للمفيد ، المجلس ۳۰ ، ح ۴ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۲۲ ، المجلس ۱ ، ح ۲۸ ؛ الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۳۹۸ .
2.لم نعثر عليه في نهج البلاغة . والخبر في الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۳۹ ، باب جوامع التوحيد ، ح ۵ ؛ والتوحيد ، ص ۵۶ ، ح ۱۴ .
3.التوحيد ، ص ۱۷۸ ، ح ۱۲ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۳۲۷ ، ح ۲۷ .
4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۸۷ (وهم) .