327
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

الضياء لم تصحّ الرؤية ، وفي وجوب اتّصال الضياء بين الرائي والمرئيّ وجوب الاشتباه» . ۱
فثبت أنّه لا يجوز عليه سبحانه الرؤية بالأبصار ؛ لأنّ الأسباب لابدّ من اتّصالها بالمسبّبات .
أقول : في القاموس : «تشابها واشتبها : أشبه كلّ منهما الآخَر» . ۲ وعلى هذا يكون قوله (وكان ذلك التشبيه) كالتكرار ، ولا يبعد أن يكون أحدهما نسخةَ بدلٍ للآخر ، فجَمَع الكاتب بينهما ، كما يشعر به ما في الاحتجاج .
وما في كتاب التوحيد موافق لما في الكافي بزيادة في قبل «ذلك التشبيه». ۳
ويمكن أن يكون ذكر «الاشتباه» لبيان حال الرائي والمرئيّ ، وذكر «التشبيه» لبيان ما وجب من الحكم بشبه جناب الأقدس لرائيه في الجسميّة التي هي ملزومة تشابههما في السبب الموجب بينهما في الرؤية .
قوله : (فكَشَفَ له) .] ح ۸ / ۲۶۸]
هذا الحديث أورده الصدوق في كتاب التوحيد في باب أنّه تعالى شيء ، والطريق متّحد ، وكذا المتن إلّا قوله : «فكشف له» إلى آخره ؛ فإنّ فيه : «فكشف لي ، فأراني اللّه ما أحبّ» . ۴قوله : (في قوله :«لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ»۵) .] ح ۹ / ۲۶۹]
في القاموس : «البصر ـ محرّكةً ـ : حسّ العين ، والجمع : أبصار . ومن القلب : نظره وخاطره» . ۶
ومقتضى السياق أنّ البصر بمعنى نظر القلب لا يُجمع هذا الجمعَ ، ويكذّبه قوله عليه السلام في تفسير الآية : «إحاطة الوهم» .

1.الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۴۴۹ .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۸۶ (شبه) .

3.التوحيد ، ص ۱۰۹ ، ح ۷ .

4.التوحيد ، ص ۱۰۸ ، ح ۴ .

5.الأنعام (۶) : ۱۰۳ .

6.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۷۳ (بصر) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
326

المعتزلة والمرجئة والخوارج ، والفرق بين الدنيا والآخرة أنّ القوى والإدراكات ضعيفة في الدنيا ، حتّى إذا كانوا في الآخرة وخلقهم للبقاء قوّى إدراكهم، فأطاقوا رؤيته . انتهى .
[ثمّ قال:] وقد عرفت ممّا مرّ أنّ استحالة رؤيته تعالى مطلقا من المعلومات ۱ من مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وعليه إجماع الشيعة باتّفاق المخالف والمؤالف و[قد دلّت ]عليه الآيات الكريمة ، واُقيمت عليه البراهين الجليلة . ۲ انتهى .
أقول : الاختلاف نشأ من ظواهر الآيات والأحاديث ، كقوله تعالى : «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ»۳ ، وقوله تعالى : «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى»۴ ؛ «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى»۵ ، وقوله تعالى : «فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ»۶ إلى غير ذلك .
وفي كتاب الدعاء من الكافي في باب الدعاء في أدبار الصلاة، برواية أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليه السلام : «كان النبيّ صلى الله عليه و آله يقول إذا فرغ من صلاته : اللّهمَّ اغفر لي» إلى قوله : «وأسألك الرضا بالقضاء ، وبركة الموت بعد العيش، وبَرْد العيش بعد الموت، ولذّة النظر ۷ إلى وجهك ، وشوقا إلى رؤيتك ولقائك» . ۸
ومن أيقن بالبراهين القاطعة العقليّة والنقليّة أنّ اللّه سبحانه ليس كمثله شيء ، فقد استراح من التشاجر والتنازع ، وعلم أنّ الرؤية التي نفهم معناها جلَّ ساحة الكبرياء عن أن تحوم حولها ، بل النظر والرؤية مجاز عن نسبة شريفة لا نسبة أشرف وألذّ منها ، وهذه عطيّة لا يستأهلها إلّا الكُمّل من الأنبياء والأوصياء والصدِّيقون ؛ رزقنا اللّه شرف جوارهم باقتفاء آثارهم .
قوله : (ما لم يَكُنْ بينَ الرائي والمرئيِّ هواءٌ لم يَنْفُذْهُ البَصَرُ) .] ح ۴ / ۲۶۴]
وفي بعض النسخ بدون «لم»، وكذا في الاحتجاج، وفيه : «فمتى انقطع الهواء وعدمَ

1.النجم (۵۳) : ۱۱ .

2.في المصدر : «هو المعلوم» بدل «من المعلومات».

3.بحارالأنوار، ج ۴، ص ۵۸ ـ ۶۱ .

4.القيامة (۷۵) : ۲۲ و ۲۳ .

5.النجم (۵۳) : ۱۳ .

6.الكهف (۱۸) : ۱۱۰ .

7.في المصدر : «المنظر».

8.الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۴۷ ، باب الدعاء في أدبار الصلوات ، ح ۶ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 126983
صفحه از 637
پرینت  ارسال به