قال العالمُ فيهم بعلمٍ، فأجابهم اللّه بقوله : «يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا» » الحديث . ۱
ويُحمل تارةً اُخرى على الاستقرار والثبات في علم المحكمات ، وعدم التجاوز عنه إلى طلب التأويل بالرأي والتظنّي ، والوقفُ على هذا على «إلَا اللّهُ» وضمير «بِهِ» راجع إلى «ما» في «مَا تَشَابَهَ» ، و «كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا» أي المحكم والمتشابه كلاهما حقٌّ جاء من عند اللّه إلى المستودعين لعلم اللّه ، لا مناقضة بينهما ، ونحن مقرّون به، والمعترفون بالعجز عن استنباط مراد اللّه منه ، ولا سبيل لنا إلّا السؤال عن أهل الذِّكر ؛ فليتدبّر قوله عليه السلام : «وسمّى تركهم التعمّق فيما لم يكلّفهم البحث عن كنهه رسوخا».
والوقف على كلا الموضعين مجوّز عند القرّاء .
باب النهي عن الجسم والصورة
قوله : (الحمدُ للّه فاطرِ الأشياءِ إنشاءً ومُبْتَدِعِها ابتداءً۲
بقدرته وحكمته ، لا من شيءٍ فيبطُلَ الاختراعُ ، ولا لعلّةٍ فلا يَصِحَّ الابتداعُ) . [ح ۳ / ۲۸۷]
يظهر من جعل الإنشاء مفعولاً مطلقا للفطر ، والابتداءِ مفعولاً مطلقا للابتداع أنّ الكلّ بمعنى . وأهل اللغة أيضا لم يفرّقوا بينها .
قال الزمخشري في الأساس : «فطر اللّه الشجر بالورق فانفطر به ، وفطر اللّه الخلق وهو فاطر السماوات : مبتدعها». ۳ وفيه : «أبدع الشيء وابتدعه : اخترعه» ۴ . وفيه : «اخترع اللّه الأشياء : ابتدعها من غير سبب» . ۵ وفيه : «أنشأ اللّه الخلق» . ۶
وفي الصحاح : «الفطر : الشقّ . والفطر : الابتداع والاختراع» ۷ . وفيه : «الخرع : الشقّ ؛ يُقال : اخترعه وأنشأه وابتدعه» ۸ . وفيه : «أبدعت الشيء: اخترعته لا على مثال ، واللّه
1.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۱۳ ، باب أنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة عليهم السلام ، ح ۲ .
2.في الكافي المطبوع: «ابتداعا» .
3.أساس البلاغة، ص ۴۷۶ (فطر).
4.المصدر، ص ۳۲ (بدع).
5.المصدر، ص ۱۵۹ (خرع).
6.المصدر، ص ۶۳۱ (نشأ).
7.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۸۱ (فطر) .
8.المصدر ، ج ۳ ، ص ۱۲۰۳ (خرع).