335
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

وفي توحيد الصدوق رضى الله عنه بإسناده عن الباقر ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام في خطبةٍ خطبها بعد موت النبيّ صلى الله عليه و آله بتسعة أيّام، وذلك حين فرغ من جمع القرآن : «الحمد للّه الذي أعجز الأوهام أن تدرك 1 إلّا وجوده ، وحجب العقول أن تتخيّل ذاته» إلى قوله : «فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن ، ويتمكّن 2 منها لا على الممازجة ، وعلمها لا بأداة ، لا يكون العلم إلّا بها ، وليس بينه وبين معلوم علم غيره» الخطبة . 3
تو فضول از ميانه بيرون بَرگوش خر در خورست با سر خر
همه را از طريق حكمت و دادآنچه بايست ، بيش از آن هم داد
قوله : (فلمّا أحْدَثَ الأشياءَ) . [ح 1 / 293]
أي بمحض هويّته الأقدس الذي هو علم وعالم ومعلوم ، وقدرة وقادر ، ومشيّة وشاء ، بمعنى كونه تعالى بحيث يترتّب عليه غايات هذه الصفات بدون مباديها ، والقائم مقام مبادئ الجميع بحتُ الذات الواحد الأحد الذي ليس كمثله شيء ، وتلك الحيثيّة أيضا عين الذات ، ليست مكتسبة بتجربة وإعمال فكر ورويّة .
قوله : (وكانَ المعلومُ) . [ح 1 / 293]
أي حدث بإحداثه تعالى ، واللام للإشارة إلى ما سبق ذكره في قوله عليه السلام : «ولا معلوم» أي المعلوم المنفيّ ، والمراد حدوث ذات المعلوم ، والوصف العنواني للتعبير .
قوله : (وَقَعَ العلمُ منه على المعلومِ) . [ح 1 / 293]
اللام في العلم للعهد ؛ أي العلم المعروف المستعمل في المحاورات ، وهو مصدر علم يعلم ، ويُترجم في الفارسيّة : «دانستن» .
وبما قلنا يظهر معنى ما في مواضعَ من القرآن من نحو فعلنا كذا لنعلم كذا ، قال اللّه تعالى : «فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِى الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدا ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَىُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى

1.في المصدر : «أن تنال» .

2.في المصدر : «تمكّن» .

3.التوحيد ، ص ۷۲ ، ح ۲۷ . وهو في الأمالي للصدوق ، ص ۳۲۰ ، المجلس ۵۲ ، ح ۸ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
334

ويُحتمل أن يكون هذان مذهبهما قبل الرجوع إلى الأئمّة عليهم السلام والأخذ بقولهم ؛ فقد قيل : إنّ الهشام بن الحكم قبل أن يلقى الصادق عليه السلام على رأي جهم بن صفوان. ۱ انتهى ما نقلناه من البحار .

باب صفات الذات

قال الفاضل المحقّق صاحب البحار :
اعلم أنّ أكثر الأخبار ۲ تدلّ على نفي زيادة الصفات ؛ أي على نفي صفات موجودة زائدة على ذاته ؛ أمّا كونها عينَ ذاته بمعنى أنّها تصدق عليها ، أو أنّها قائمة مقام الصفات الحاصلة في غيره تعالى ، أو [أنّها] اُمور اعتباريّة غير موجودة في الخارج واجبة الثبوت لذاته تعالى ، فلا نصّ فيها على شيءٍ منها ، وإن كان الظاهر من بعضها أحدَ المعنيين الأوّلين ، ولتحقيق المقام من ۳ ذلك مقامٌ آخر .
قال المحقّق الدواني : لا خلاف بين المتكلِّمين كلّهم والحكماء من ۴ كونه تعالى عالما قديرا مريدا متكلِّما وهكذا في سائر الصفات ، ولكنّهم تخالفوا في أنّ صفاته عين ذاته أو غير ذاته ، أو لا هو ولا غيره ؛ فذهب المعتزلة والفلاسفة إلى الأوّل ، وجمهور المتكلّمين إلى الثاني ، والأشعري إلى الثالث ، والفلاسفة حقّقوا عينيّة الصفات بأنّ ذاته تعالى من حيث إنّه مبدأ لانكشاف الأشياء [عليه] عِلْم ، ولمّا كان مبدأُ الانكشاف عينَ ذاته كان عالما بذاته ، وكذا الحال في القدرة والإرادة وغيرهما من الصفات . قالوا : وهذه المرتبة أعلى من أن تكون تلك الصفات زائدةً عليه ؛ فإنّا نحتاج في انكشاف الأشياء علينا إلى صفة مغايرة لنا ، قائمة بنا ، واللّه تعالى لا يحتاج إليه ، بل بذاته ينكشف الأشياء عليه ، ولذلك قيل : محصول كلامهم نفي الصفات وإثبات نتائجها وغاياتها .
وأمّا المعتزلة ، فظاهر كلامهم أنّها عندهم من الاعتباريّات العقليّة التي لا وجود لها في الخارج . ۵
انتهى ما نقلناه من البحار .

1.بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۲۸۸ ـ ۲۹۰، ملخّصا .

2.في المصدر : «أكثر أخبار هذا الباب» .

3.في المصدر : «في» .

4.بحار الأنوار، ج ۴، ص ۶۲ ـ ۶۳ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103490
صفحه از 637
پرینت  ارسال به