وبين العلم بما شاع في محاوراتهم وما أفاد الفاضل السيّد ـ طاب ثراه ـ يتمّ على إرادة المشيّة الفعليّة ، ولا يكاد يجري في المشيّة الذاتيّة كما لايخفى .
قوله : (الإرادةُ من الخَلْقِ الضميرُ ، وما يَبْدُو لهم بعد ذلك من الفِعْلِ) . [ح ۳ / ۳۰۳]
قال السيّد الفاضل رفع اللّه قدره :
«الضمير» أي أمر يدخل خواطرَهم وأذهانَهم ، ويوجَد في نفوسهم، ويحلّ فيها بعدما لم يكن فيها، وكانت هي خاليةً عنه .
وقوله : «وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل» يُحتمل أن يكون جملةً معطوفةً على الجملة السابقة ، والظرف ـ أعني «من الفعل» ـ خبرا للموصول ، ويُحتمل أن يكون الموصول معطوفا على قوله «الضمير» ويكون من عطف المفرد على المفرد ، ويكون قوله «من الفعل» بيانا للموصول ، والمعنى على الأوّل : أنّ الإرادة من الخلق الضمير الذي يدخل في قلبهم ، والذي يكون لهم بعد ذلك من الفعل ، لا من إرادتهم . وعلى الثاني : أنّ إرادتهم مجموع ضمير يحصل في قلبهم وما يكون لهم من الفعل المترتّب عليه .
والمقصود هنا بالفعل ما يشمل الشوق إلى المراد وما يتبعه من التحريك إليه والحركة ، فالإرادة من الخلق حالة حادثة في ذواتهم بدخولها فيهم وقيامها بهم بعد خلوّهم بذواتهم عنها .
وأمّا الإرادة من اللّه فيستحيل أن يكون كذلك ؛ فإنّه يتعالى عن أن يقبل شيئا زائدا ويدخله ما يزيد عليه ويغايره ، إنّما إرادته المرجّحة للمراد من مراتب الإحداث لا غير ذلك . ۱
أقول : قوله عليه السلام : «الضمير». في الصحاح : «أضمرت في نفسي شيئا. والاسم: الضمير» . ۲
وفي القاموس : «الضمير : السرّ، وداخل الخاطر» . ۳
والمراد ما يقع في خيالهم ووهمهم ممّا يحسبونه خيرا مؤثّرا بحسب استعدادهم
1.الحاشية على اُصول الكافي لميرزا رفيعا ، ص ۳۶۹ .
2.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۲۲ (ضمر) .
3.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۷۶ (ضمر) .