ومنهم من جعل الاسم كنايةً عن مخلوقاته تعالى ، والاسم الأوّل الجامع عن أوّل مخلوقاته ، وبزعم القائل هو العقل ، وجعل ما بعد ذلك كنايةً عن تشعّب المخلوقات وتعدّد العوالم .
وكفى ما أومأنا إليه للاستغراب ، وذِكْرها بطولها يوجب الإطناب .
قوله : «وذلك قوله عزّوجلّ» . استشهاد لأنّ له تعالى أسماءً حسنى ، وأنّه إنّما وضعها ليدعوه الخلق بها ، فقال تعالى : قل ادعوه تعالى باللّه أو بالرحمن أو بغيرهما ، فالمقصود واحد وهو الربّ ، وله أسماء حسنى ، وكلّ منها يدلّ على صفة من صفاته المقدّسة ؛ فأيّا تدعوه فهو حسن .
قيل : نزلت الآية حين سمع المشركون رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : «يا أللّه يا رحمن» فقالوا : إنّه ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلها آخَرَ .
وقالت اليهود : لتقلّ ذكر الرحمن وقد أكثره اللّه في التوراة ، فنزلت الآية ردّا لما توهّموا من التعدّد أو عدم ذكر الرحمن . ۱
إلى هنا كلام صاحب البحار .
قوله : (يَراها ويَسْمَعُها). [ح ۲ / ۳۰۹]
في حاشية السيّد الجليل الرفيع رفع اللّه قدره : «لا يبعد أن يكون مكان «يسمعها» : «يسمّيها» وإن لم يوجد في النسخ التي وصلت إلينا» . ۲
أقول : يشهد له بذلك تعريفه عليه السلام حيث قال : «فليس يحتاج أن يسمّي نفسه» .
قوله : (اسمُ اللّهِ غيرُ اللّه ) .۳[ح ۴ / ۳۱۱]
سيجيء الكلام في هذا الباب في الباب الآتي .
روى الصدوق في التوحيد بالإسناد عن محمّد بن سنان ، قال : سألته عن الاسم ما هو؟ قال : «صفة لموصوف». ۴ وهذا صريح في أنّ المراد بالاسم المفهوم الذي وضع اللفظ بإزائه ، لا المؤلّف من الحروف ، وهذا مفيد في حلّ الأحاديث التي تدلّ على أنّ الاسم غير المسمّى .
1.بحار الأنوار ، ج ۴ ، ص ۱۶۷ ـ ۱۷۲، ملخّصا .
2.شرح اُصول الكافي لميرزا رفيعا ، ص ۳۸۰ .
3.في الكافي المطبوع : «غيره» .
4.التوحيد ، ص ۱۹۲ ، ح ۵ .