377
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

في التوحيد : «بنظر لحظة ۱ العين» إلى قوله «وأخصر منها ۲ وموضع الشقّ منها» . ۳قوله : (وإقامِ بعضها على بعضٍ) . [ح ۷ / ۳۱۸]
في التوحيد : «وإفهام بعضها على ۴ بعض» . وفي رواية فتح بن يزيد على ما رواه الصدوق في التوحيد وعيون الأخبار : «وفهم بعضها عن بعض» . ۵قوله : (لا بقوّةِ البَطْشِ) . [ح ۷ / ۳۱۸]
قال السيّد الجليل الرفيع :
أبطل كون قوّته قوّةَ البطش المعروف من الخلق بوجهين :
أحدهما : لزوم وقوع التشبيه ، وكونه مادّيّا مصوّرا بصورة المخلوق .
وثانيهما : لزوم كونه سبحانه محتملاً للزيادة ؛ لأنّ الموصوف بمثل هذه الكيفيّة لابدّ له من قوّة مادّة قابلة لها ، متقوّمة بصورة جسمانيّة ، موصوفة بالتقدير بقدر التناهي والمتجدّد بحدّ لا محالة ، فيكون لا محالة حينئذٍ موصوفا بالزيادة على من دونه من ذوي الأقدار ، وكلّ موصوف بالزيادة الإضافيّة موصوف بالنقصان الإضافي لوجهين :
أحدهما : أنّ المقادير الممكنة لا حدّ لها تقف عنده في الزيادة ، كما لا لها حدّ في النقصان ، فالمقدّر بمقدار متناهٍ يتّصف بالنقص الإضافي بالنسبة إلى بعض الممكنات وإن لم يكن يدخل في الوجود .
وثانيهما : أنّه يكون حينئذٍ لا محالة موصوفا بالنقص الإضافي بالنسبة إلى مجموع الموصوف بالزيادة الإضافيّة والمقيس إليه ، فيكون أنقص من مجموعهما ، وما كان ناقصا بالنسبة إلى غيره من الممكنات لا يكون قديما واجب الوجود لذاته ؛ لأنّه علّة ومبدأ لكلّ ما يغايره ، والمبدأ المفيض أكمل وأتمّ من المعلول الصادر عنه المفاضُ عليه منه ، فكلّ ناقص إضافي أحقّ بالمعلوليّة من المبدئيّة لما هو أكمل وأزيد منه ، وهذا ينافي ربوبيّته ويتمّ به المطلوب ، لكنّه لمّا أراد إلزام ما هو أظهر فسادا ـ وهو لزوم عجزه من قوّته ـ ضمّ إليه قوله : «وما كان غير قديم كان عاجزا» وذلك لأنّه كان معلولاً لعلّته

1.التوحيد ، ص ۱۹۳ ، ح ۷ .

2.في المصدر : «لحظ».

3.في المصدر : «وأحقر من ذلك» .

4.في المصدر : «عن» .

5.التوحيد ، ص ۱۸۵ ، ح ۱ ؛ عيون أخبار الرضا، ج ۱ ، ص ۱۲۷ ، ح ۲۳ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
376

باعتبار الغايات ، وقالوا: ينفى بإطلاق العالم على اللّه تعالى الجهلُ ، وبإطلاق القادر العجزُ ، وهكذا ، وسكتوا عن أنّ مبدأ الكلّ ، ومصحّح الإطلاق إنّما هو مجرّد الذات الأقدس الذي ليس كمثله شيء لئلّا يذهب العقول الناقصة كلَّ مذهب ، ولا يتيهوا في بيداء الحيرة والضلالة .
روى الصدوق ـ طاب ثراه ـ في التوحيد وعيون الأخبار عن الحسين بن خالد، قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : «لم يزل اللّه تبارك وتعالى عالما قادرا ، حيّا قديما ، سميعا بصيرا» فقلت له : يا بن رسول اللّه إنّ قوما يقولون : إنّه عزّوجلّ لم يزل عالما بعلم ، وقادرا بقدرة ، وحيّا بحياة ، وقديما بقِدَم ، وسميعا بسمع ، وبصيرا ببصر ، فقال عليه السلام : «من قال بذلك ودان به فقد اتّخذ مع اللّه آلهةً اُخرى ، وليس من ولايتنا على شيء» . ۱
وفي حديثٍ آخَر عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال في صفة القديم : «إنّه واحد أحدٌ صمدٌ ، أحديّ المعنى ، ليس بمعانٍ كثيرة مختلفة» .
قال : قلت : جعلت فداك ، يزعم قوم من أهل العراق أنّه يسمع بغير الذي يبصر، ويبصر بغير الذي يسمع ؟
قال : فقال : «كذبوا وألحدوا وشبّهوا ، تعالى اللّه عن ذلك ؛ إنّه سميعٌ بصير ، يسمع بما يبصر ، ويبصر بما يسمع» . ۲
وقد سبق في باب صفات الذات : «لم يزل اللّه عزّوجلّ ربّنا ، والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور» الحديث . ۳
وستسمع في الباب الآتي تمام الكلام في هذا الباب .
قوله : (بِبَصَرِ لَحْظَةِ العَيْنِ) إلى قوله : (ومَوْضِعِ النُّشُوء منها) . [ح ۷ / ۳۱۸]

1.التوحيد ، ص ۱۳۹ ، ح ۳ ؛ عيون أخبار الرضا، ج ۱ ، ص ۱۱۹ ، ح ۱۰ .

2.الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۰۸ ، باب آخر و هو من الباب الأوّل ، ح ۱ ؛ التوحيد ، ص ۱۴۴ ، ح ۹ ؛ الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۳۲۲ .

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ ، باب صفات الذات ، ح ۱ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103590
صفحه از 637
پرینت  ارسال به