379
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

ومنها قوله : «وبياض مع حمرة» إلى آخره ، فإنّ هناك : «وبياضا مع حمرة ، وما لا يكاد عيوننا تستبينه بتمام خلقها ولا تراه عيوننا» .
ورواه في كتاب عيون الأخبار هكذا ، إلّا قوله : «وهو أجزاء مجزّأ» فإنّ في النسخة التي عندي هكذا : «وهو أجزاء مجزّأة» بالتوصيف . ۱
ورواه أيضا في كتاب التوحيد في أواسط باب ثواب الموحّدين والعارفين ، وذكر هناك مكان قوله : «من أجزاء مختلفة» : «فمن أجزاء مختلفة» إلى آخره ۲ ، ولا ريب أنّه أصحّ .
قوله : (إنّما التشبيهُ في المعاني) . [ح ۱ / ۳۲۴]
الأظهر أنّ المراد بالمعاني المسمّيات التي هي الأعيان الخارجيّة ، وبالأسماء المفهوماتُ الكلّيّة التي هي مدلولات الألفاظ ، فالمعنى أنّ معنى مفهوم الواحد في جناب القدس هو الذات الأقدس المباين لجميع من عداه من جميع الوجوه ، فبأنّه هو استحقّ إطلاقَ الاسم ونفيَ الكثرة عنه من كلّ وجه ، كما أنّه بأنّه هو استحقّ إطلاق اسم العالم ونفيَ الجهل عنه ، وبأنّه هو استحقّ إطلاق اسم القادر ونفيَ العجز عنه .
وبالجملة ، الأسماء الحسنى ـ أي مفهومات الألفاظ ـ له سبحانه ، لا فيه ، بخلاف المخلوقين ؛ فإنّ الإنسان مثلاً ـ أي الأجزاء المخصوصة ـ وإن كان لفظ الواحد يطلق عليه كما يطلق على اللّه سبحانه ، وكلا الإطلاقين باعتبار مفهومٍ واحدٍ هو مدلول اللغوي المعبّر عنه بالاسم ، غيرَ أنّ مصحّح الإطلاق ومناط الحمل فيه الوحدةُ التي هي من إحدى المقولات ، وفي جنابه تعالى نفس الذات المقدّسة التي استحقّت بوحدانيّته جميع الأسماء الحسنى ، فإن نُظر إلى المحمول فالاشتراك معنوي ، وإن نُظر إلى مناط الحمل فالاشتراك لفظي ؛ على ذلك أحيا ، وعليه أموت ، وعليه اُبعث إن شاء اللّه .
قوله : (ما لا يَكادُ يستبينه۳) . [ح ۱ / ۳۲۴]
في القاموس : «بِنْتُهُ ـ بالكسر ـ وبيّنته وتبيّنته وأبان واستبنته : أوضحته وعرّفته ، فبان

1.عيون أخبار الرضا، ج ۱ ، ص ۱۲۷ ، ح ۲۳ .

2.التوحيد ، ص ۶۰ ، ح ۱۸ .

3.في الكافي المطبوع : «تستبينه» .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
378

ومبدئه ، مسخّرا له، غير قويّ على مقاومته . ۱ انتهى .
قوله : (وعلى الضمائر أن يُكَوِّنَهُ) .۲[ح ۷ / ۳۱۸] وفي التوحيد : «وعلى الضمائر أن يكيّفه» .۳

باب آخر وهو من الباب الأوّل...

قوله : (عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام ). [ح ۱ / ۳۲۴]
في البحار : «أبو الحسن هو الرضا عليه السلام كما يظهر من الكليني ، ويُحتمل الهادي عليه السلام حيث عدّ الشيخ رحمه اللهالفتح من أصحابه ، والأظهر الأوّل» ۴ انتهى .
هذا الحديث رواه الصدوق في كتاب التوحيد في باب أسماء اللّه عن الفتح بسندٍ آخر ۵ ، وفي المتن اختلاف في عدّة مواضعَ :
منها قوله : «لم يكن له كفوا أحد ، لم يعرف الخالق من المخلوق» فإنّ هناك بعد «أحد» : «منشى ء الأشياء ومجسّم الأجسام ومصوّر الصور ، لو كان كما يقولون لم يعرف الخالق من المخلوق» إلى آخره .
ومنها قوله : «والإنسان نفسه ليس واحدا» فإنّ هناك بالفاء .
ومنها قوله : «وألوانه مختلفة ، ومَن ألوانه مختلفة غير واحد» فإنّ هناك : «وألوانه مختلفة غير واحدة وهو أجزاء مجزّأة» .
ومنها قوله : «فالإنسان واحد في الاسم ولا واحد في المعنى» فإنّ هناك بدون الواو .
ومنها قوله : «ومن الخلق اللطيف ، ومن الحيوان الصغار» فإنّ هناك : «وفي الخلق اللطيف من الحيوان الصغار من البعوض والجرجس ما هو أصغر منهما» .
ومنها قوله : «وأفهام بعضها» فإنّ هناك : «وفهم بعضها» .

1.الحاشية على اُصول الكافي لميرزا رفيعا ، ص ۳۹۵ ـ ۳۹۶ .

2.في المصدر : «أن تكوّنه» .

3.التوحيد ، ص ۱۹۳ ، ح ۷ . وفيه : «أن تكيّفه» .

4.بحار الأنوار ، ج ۴ ، ص ۱۷۴ .

5.التوحيد ، ص ۱۸۵ ، ح ۱ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103470
صفحه از 637
پرینت  ارسال به