383
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

رأي ۱ فليتبوّأ مقعدَه من النار ، وأنّه سبحانه فسّر الصمد ، فقال : الذي «لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدُ » .
«لَمْ يَلِدْ» : لم يخرج منه شيء كثيف كالولد وسائر الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين ، ولا شيء لطيف كالنفس ، ولا يتشعّب البَدَوات ۲ ، كالسنه والنوم والخطرة والهمّ والحزن والبهجة والضحك والبكاء والخوف والرجاء والرغبة والسأمة والجوع والشبع ، تعالى أن يخرج منه شيء ، وأن يتولّد منه شيء كثيف أو لطيف .
«ولم يولد» : لم يتولّد من شيء ، ولم يخرج من شيء كما تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها ، كالشيء من الشيء ، والدابّة من الدابّة ، والنبات من الأرض ، والماء من الينابيع ، والثمار من الأشجار ، ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها ، كالبصر من العين ، والسمع من الاُذن ، والشمّ من الأنف ، والذوق من الفم ، والكلام من اللسان، والمعرفة والتمييز من القلب ، وكالنار من الحجر ؛ لا بل هو اللّه الصمد الذي لا من شيء ، ولا في شيء ، ولا على شيء ، مبدع الأشياء وخالقها ، ومنشئ الأشياء بقدرته ، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيّته ، ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه ؛ فذلكم اللّه الذي لم يلد ولم يولد ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، ولم يكن له كفوا أحد» . ۳

باب الحركة والانتقال

قوله : (وعنه رَفَعَه) . [ح ۲ / ۳۲۹]
هذا الحديث والذي قبله أوردهما الصدوق ـ طاب ثراه ـ في كتاب التوحيد في باب نفي الزمان والمكان ۴ ، وذكر للأوّل السند الذي ذكره المصنّف طاب ثراه ، ثمّ قال : «وبهذا الإسناد عن الحسن بن راشد ، عن يعقوب بن جعفر الجعفري ، عن أبي إبراهيم»

1.في المصدر : «بغير علم» .

2.البدوات : ما يبدو ويسنح ويظهر من الحوادث والحالات المتغيّرة والآراء المبتدلّة . راجع : بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۲۲۸ ؛ لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۶۶ (بدو) .

3.التوحيد ، ص ۹۰ ـ ۹۱ ، ح ۵ .

4.التوحيد ، ص ۱۸۳ ، ح ۱۹ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
382

ومنها قوله : «لم نستجمعها». ففي الكتابين : «لم نسمعها فتبصر» .

[باب تأويل الصمد]

قوله : (بأسماء دعاء الخلق۱) إلى قوله : (فهو واحدٌ صَمَدٌ) . [ح ۲ / ۳۲۷]
بتنوين «أسماء» ونصب «دعاء» ؛ أي لدعاء الخلق .
وفي التوحيد : «قال الباقر عليه السلام : حدّثني أبي زين العابدين ، عن أبيه الحسين بن عليّ عليهم السلام أنّه قال : الصمد : الذي لا جوف له ، والصمد : الذي انتهى ۲ سؤدده ، والصمد: الذي لا يأكل ولا يشرب ، والصمد : الذي لا ينام ، والصمد : الدائم الذي لم يزل ولا يزال» .
قال الباقر عليه السلام : «كان محمّد بن الحنفيّة رضى الله عنه يقول : الصمد : القائم بنفسه ، الغنيّ عن غيره ، و[قال غيره:] الصمد : المتعالي عن الكون [و] الفساد ، والصمد : الذي لا يوصف بالتغاير» .
قال الباقر عليه السلام : «الصمد : السيّد المطاع الذي لا شريك له ، ولا يؤوده حفظ شيء ، ولا يعزب عنه علم شيء» . ۳
قال وهب بن وهب القرشي : قال زيد بن عليّ عليه السلام : الصمد : الذي إذا أراد شيئا قال له كُن فيكون ، والصمد : الذي أبدع الأشياء ، فخلقها أضدادا وأشكالاً وأزواجا ، وتفرّد بالوحدة بلا ضدّ ولا شكل ولا مثل ولا ندّ . ۴
قال وهب بن وهب القرشي : وحدّثني الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه عليهم السلام : «أنّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عليّ عليهماالسلام يسألونه عن الصمد ، فكتب إليهم : بسم اللّه الرحمن الرحيم ؛ أمّا بعدُ ، فلا تخوضوا في القرآن ، ولا تجادلوا فيه ، ولا تتكلّموا فيه بغير علم ، فقد سمعت جدّي رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : من قال في القرآن بغير

1.لم ترد هذه الكلمات في الكافي .

2.في المصدر : «قد انتهى» .

3.التوحيد ، ص ۹۰ ، ح ۳ .

4.التوحيد ، ص ۹۰ ، ح ۴ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103497
صفحه از 637
پرینت  ارسال به