رأي ۱ فليتبوّأ مقعدَه من النار ، وأنّه سبحانه فسّر الصمد ، فقال : الذي «لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدُ » .
«لَمْ يَلِدْ» : لم يخرج منه شيء كثيف كالولد وسائر الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين ، ولا شيء لطيف كالنفس ، ولا يتشعّب البَدَوات ۲ ، كالسنه والنوم والخطرة والهمّ والحزن والبهجة والضحك والبكاء والخوف والرجاء والرغبة والسأمة والجوع والشبع ، تعالى أن يخرج منه شيء ، وأن يتولّد منه شيء كثيف أو لطيف .
«ولم يولد» : لم يتولّد من شيء ، ولم يخرج من شيء كما تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها ، كالشيء من الشيء ، والدابّة من الدابّة ، والنبات من الأرض ، والماء من الينابيع ، والثمار من الأشجار ، ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها ، كالبصر من العين ، والسمع من الاُذن ، والشمّ من الأنف ، والذوق من الفم ، والكلام من اللسان، والمعرفة والتمييز من القلب ، وكالنار من الحجر ؛ لا بل هو اللّه الصمد الذي لا من شيء ، ولا في شيء ، ولا على شيء ، مبدع الأشياء وخالقها ، ومنشئ الأشياء بقدرته ، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيّته ، ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه ؛ فذلكم اللّه الذي لم يلد ولم يولد ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، ولم يكن له كفوا أحد» . ۳
باب الحركة والانتقال
قوله : (وعنه رَفَعَه) . [ح ۲ / ۳۲۹]
هذا الحديث والذي قبله أوردهما الصدوق ـ طاب ثراه ـ في كتاب التوحيد في باب نفي الزمان والمكان ۴ ، وذكر للأوّل السند الذي ذكره المصنّف طاب ثراه ، ثمّ قال : «وبهذا الإسناد عن الحسن بن راشد ، عن يعقوب بن جعفر الجعفري ، عن أبي إبراهيم»
1.في المصدر : «بغير علم» .
2.البدوات : ما يبدو ويسنح ويظهر من الحوادث والحالات المتغيّرة والآراء المبتدلّة . راجع : بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۲۲۸ ؛ لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۶۶ (بدو) .
3.التوحيد ، ص ۹۰ ـ ۹۱ ، ح ۵ .
4.التوحيد ، ص ۱۸۳ ، ح ۱۹ .