لأخجلته اليوم لكم في مسألتي إيّاه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هل رأيت ربّك؟ فقال : «ويلك يا ذعلب ، لم أكن بالذي أعبد ربّا لم أره» الحديث . ۱قوله : (لطيفُ اللطافةِ ، لا يوصَفُ بِاللطفِ) . [ح ۴ / ۳۵۳]
في القاموس :
لطف كنصر لطفا ـ بالضمّ ـ : رفق ودنا ، ولطف اللّه لك : أرسل إليك مرادك بلطف، وككرم لطفا ولطافة : صغر ودقّ . واللطيف : البَرّ بعباده ، المحسن إلى خلقه بإيصال المنافع إليهم برفق ولطف، أو العالم بخفايا الاُمور ودقائقها ؛ ومن الكلام ما غمض معناه وخفي . واللطف من اللّه تعالى : التوفيق والعصمة . وألطفه بكذا ، أي برّه به . والاسم : اللطف بالتحريك ؛ يُقال : جاءنا لَطَفة من فلان ، أي هديّة . ۲
وفي النهاية :
من أسماء اللّه تعالى «اللطيف» هو الذي اجتمع له الرفق في الفعل ، والعلم بدقائق المصالح ، وإيصالها إلى ما قدّرها له من خلقه ، يُقال: لطف به وله ـ بالفتح ـ يلطف لطفا : إذا رفق به ، فأمّا لطف ـ بالضمّ ـ فمعناه صغر ودقّ . ۳
أقول : خرج من تضاعيف كلام هؤلاء الأعلام أنّ اللطافة مخصوصة بمعنى الدقّة والصِغَر ، واللطف بغير التحريك مشترك بينه وبين غيره ، وبالتحريك اسم المصدر، ولم يظفروا باللطف على وزن الرعب ، فقوله عليه السلام : «لا يوصف باللطف» أي باللطافة ، والغرض أنّ قولنا : «لطيف» لطافته ليست باعتبار المبادئ ـ حتّى يكون متّصفا باللطافة ، غاية الأمر أنّ لطافته اللطافات ـ بل باعتبار الغايات ، أي ليس لتحديق النظر ، ولا لتعميق الوهم والفكر مطمع فيه سبحانه ، وكذلك الفقرات الآتية (شعر) :
گفتم همه ملك حسن سرمايه تستخورشيد فلك چو ذرّه در سايه تست
گفتا غلطى۴ز ما نشان نتوان يافتآن ما تو هر آنچه يابى آن پايه تست
والعِظَم والكِبَر والغِلَظ كلّها على وزن عِنَب كما ذكر في القاموس . ۵
1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۹۵ (لطف) .
2.التوحيد ، ص ۳۰۵ ، ح ۱ .
3.النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۵۱ (لطف) .
4.في هامش النسخة : «هَىْ هَىْ ـ خ ل» .
5.اُنظر: القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۵۲ (عظم) ؛ و ج ۲ ، ص ۱۲۴ (كبر) ؛ و ج ۲ ، ص ۳۹۷ (غلظ).