401
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

ذواتهم ، ولإمكانهم ممّا يمتنع منه» . ۱
وقوله عليه السلام في تلك الخطبة : «الشاهد لا بمماسّة ، والباطن لا باجتنان ، والظاهر البائن لا بتراخي مسافة» . ۲
ومنها: قوله عليه السلام في خطبة بعد تلك الخطبة : «الشاهد المتعالي عن الخلق بلا تباعد منهم ، والقريب منهم بلا ملامسة منه ، ليس له حدّ ينتهي إلى حدّه ، ولا له مِثل فيُعرفَ بمثله» . ۳
وقوله عليه السلام فيها : «كَلَّتْ عن إدراكه طروف العيون ، وقَصُرَتْ دونَ بلوغ صفته أوهامُ الخلائق ، الأوّلِ قبل كلّ شيء ولا قبلَ له ، والآخِر بعد كلّ شيء ولا بَعد له ، الظاهر على كلّ شيء بالقهر له ، والشاهد لجميع الأماكن بلا انتقال إليها ، لا تَلْمِسُه لامسةٌ ، ولا تَحُسُّه حاسَّةٌ» . ۴
وفي خطبة من خطب نهج البلاغة : «لا يوصَفُ بشيءٍ من الأجزاء ، ولا بالجوارح والأعضاء ، ولا بعَرَض من الأعراض ، ولا بالغيريّة والأبعاض ، ولا يُقال له حدّ ولا نهاية ، ولا انقطاع ولا غاية ، ولا أنّ الأشياء تحويه فَتُقِلُّه ، أو تُهْوِيه ، أو أنّ شيئا يَحْمِلُه فَيُميلَه ، أو يُعَدِّلَهُ ، ليس في الأشياء بوالجٍ ، ولا عنها بخارج» . ۵
وفي خطبة اُخرى منها : «لا يُقال له متى ، ولا يُضْرَبُ له أمَدٌ بحتّى ، الظاهر لا يُقال [:ممَّ ، والباطن لايقال:] فيمَ ، لا شبح فَيُتَقَصّى ، ولا محجوب فَيُحوى ، لم يَقْرُبْ من الأشياء بالتصاق ، ولم يبعد بعضها بافتراق ، لا يخفى عليه من عباده شُخُوصُ لحظة ، ولا كُرُورُ لَفْظَةٍ ، ولا ازدلاف رَبْوَةٍ ، ولا انبساط خُطوة ، في ليلٍ داج ، ولا غَسَقٍ ساجٍ ، يتفيّأ عليه القمر [المنير] ، وتَعْقُبُه الشمسُ ذات النور في الكرور الاُفول ، ۶ ، وتقليب ۷

1.نهج البلاغة ، ص ۲۷۲ ، الخطبة ۱۸۶ .

2.المصدر ، ص ۱۳۹ ، ح ۵ .

3.المصدر .

4.المصدر، ص ۱۴۱ ، ح ۷ . وفيه «... والمستوي على العرش بغير زوال ، والمتعالي على الخلق بلا تباعد منهم ولاملامسة منه لهم ، ليس له حدّ ينتهي إلى حدّه ...» .

5.في المصدر : «في الاُفول والكرور».

6.في المصدر : «وتقلّب» .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
400

أسألك يا مُدرك الهاربين» . ۱
وفي دعاء الرهبة من الصحيفة الكاملة : «اللّهمَّ إنّك طالبي إن أنا هَرَبْتُ ، ومدركي إن أنا فَرَرْتُ» الدعاء . ۲قوله : (في الأشياءِ كلِّها غير مُتَمازِجٍ بها، ولا بائنٍ منها) . [ح ۴ / ۳۵۳]
في بعض خطب نهج البلاغة : «داخلٌ في الأشياء لا كشيءٍ داخلٍ في شيء ، وخارجٌ عن الأشياء لا كشيءٍ خارجٍ عن شيء» . ۳
أقول : هذه المطالب فوق حدّ العقل ، كما أنّ العقليّات فوق حدّ الحسّ ، فمن اشتاق إلى فهمها فليسأل من الجواد المطلق بلسان الاستعداد عسى أن يراك أهلاً للفيض ويؤتيك من لدنك علما ، وحصول الاستعداد بعد أن جعلت همومك همّا واحدا ، كما أوصى به أمير المؤمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ ولده الحسن عليه السلام بتتبّع أقوال الربّانيّين من العلماء ، المناسبة لهذا المقام ، وتذكّرها مرارا مع قلب متعطّش ، وعقل متكلّف .
ومن جملة تلك الأقوال قول أشرف الربّانيّين وإمام المهتدين عليه السلام في الخطبة السابقة : «فلم يَحْلُلْ فيها، فيُقالَ: هو فيها كائنٌ ؛ ولم يَنَأَ عنها، فيُقالَ: هو منها [بائنٌ] ؛ ولم يَخْلُ منها، فيُقالَ: له أين ، لكنّه سبحانه أحاطَ به علْمُه ، وأتقنها صُنْعُه ، وأحصاها حِفْظُه» . ۴
ومنها : قوله عليه السلام في الخطبة التي بعدها : «نأى في قربه ، وقَرُبَ في نَأْيِه ، فهو في نأيه قريبٌ ، وفي قربه بعيد» . ۵
ومنها : قوله عليه السلام في الخطبة الآتية : «لا أمد لكونه ، ولا غاية لبقائه ، لا تشمله المشاعر، ولا تحجبه الحُجب ، والحجاب بينه وبين خَلْقِه [خَلْقُه] إيّاهم ؛ لامتناعه ممّا يمكن في

1.البلد الأمين ، ص ۳۸۲ .

2.الصحيفة السجّاديّة ، ص ۲۴۲ ، الدعاء ۵۰ .

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۸۵ ، باب أنّه لايعرف إلاّ به ، ح ۲ . ولم نعثر عليه في نهج البلاغة.

4.الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۳۴ ، باب جوامع التوحيد ، ح ۱ .

5.المصدر ، ص ۱۳۷ ، ح ۳ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 144601
صفحه از 637
پرینت  ارسال به