413
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

قوله عليه السلام : «لا بجول فكرة» أي ليس في تقديره للأشياء محتاجا إلى جولان الفكر وحركته .
قوله : «لا بحركة» أي حركة ذهنيّة أو بدنيّة .
قوله عليه السلام : «لا بهمامة» أي عزم واهتمام وتردّد .
قوله : «شاء» أي ذو مشيئة لا بهمّة وقصد وعزم حادث .
و«الجسّ» : المسّ باليد ، وموضعه : المجسّة .
قوله عليه السلام : «لا تصحبه الأوقات» أي دائما لحدوثها وقِدَمه ، أو ليس بزماني أصلاً .
«ولا تضمّنه» بحذف إحدى التاءين . والسِّنة : مبدأ النوم .
قوله عليه السلام : «ولا تحدّه الصفات» أي ولا تحيط به صفات زائدة ، أو لا تحدّه توصيفات الخلق .
قوله عليه السلام : «لا تفيده الأدوات» أي لا ينتفع ولا يستفيد منها . وفي بعض نسخ التوحيد: «ولا تقيّده» بالقاف ، أي ليس فعله مقيّدا مقصورا على الأدوات ليحتاج إليها .
وفي خطبة أمير المؤمنين عليه السلام : «ولا ترفده» ۱ من قولهم : رفدت فلانا : إذا أعنته .
قوله عليه السلام : «كونُه» بالرفع ، أي كان وجوده سابقا على الأزمنة والأوقات . ۲
قوله عليه السلام : «والعدمَ وجودهُ» أي وجوده لوجوبه سبق وغلب العدم ، فلا يعتريه عدم أصلاً . وقيل : المراد عدم الممكنات ؛ لأنّ عدم العالَم قبل وجوده كان مستندا إلى عدم الداعي إلى إيجاده المستند إلى وجوده ، فوجوده سبق عدمَ الممكنات أيضا .
قوله : «والابتداء أزله» أي سبق وجوده الأزليُّ كلَّ ابتداء ، فليس لوجوده ولا شيء من صفاته ابتداء .
قوله : «بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له» أي بخلقه المشاعرَ الإدراكيّةَ وإفاضتها على الخلق عرف أن لا مشعر له ، إمّا لما مرّ من أنّه تعالى لا يتّصف بخلقه ، أو لأنّا بعد إفاضة المشاعر علمنا احتياجنا في الإدراك إليها ، فحكمنا بتنزّهه تعالى؛ لاستحالة احتياجه تعالى إلى شيء ، أو لما يحكم العقل به من المباينة بين الخالق والمخلوق في الصفات .
قال ابن ميثم : لأنّه لو كان له مشاعرُ لكان وجودها له إمّا من غيره ، وهو محال ، أمّا أوّلاً فلأنّه مشعّر المشاعر ، وأمّا ثانيا فلأنّه يكون محتاجا في كماله إلى غيره ، فهو ناقص بذاته وهذا

1.نهج البلاغة ، ص ۲۷۲ ، الخطبة ۱۸۶ .

2.في المصدر : + «بحسب الزمان الوهمي أو التقديري ، وكان علّة لها ، أو غلبها فلم يقيّد بها».


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
412

إلى علّة ، وعلى الوجهين فيكون وجوده زائدا على ذاته ، فاتّصف حينئذٍ بالصفات الزائدة ، وهذا قولٌ بتعدّد الواجب ، وهو إلحاد فيه .
وفي المجالس : «ومن قال حتّى فقد غيّاه ، ومَن غيّاه فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد ألحد فيه» .
قوله عليه السلام : «لا يتغيّر بانغيار المخلوق» أي ليس فيه التغيّرات التي تكون في مخلوقاته موجبةً للتغيّر في ذاته وصفاته الحقيقيّة ، بل إنّما التغيّر في الإضافات الاعتباريّة ، كما أنّ خلقه للمحدودين حدودا لا يوجب كونه متّحدا بحدود مثلهم . ويُحتمل أن يكون المراد أنّه لا يتغيّر كتغيّر المخلوقين ، ولا يتحدّد كتحدّد المحدودين .
وفي المجالس : «لا يتغيّر اللّه بتغاير المخلوق ، ولا يتحدّد بتحدّد المحدود» .
قوله عليه السلام : «واحد لا بتأويل عدد» أي بأن يكون معه ثانٍ من جنسه ، أو بأن يكون واحدا مشتملاً على أعداد ، وقد مرّ تحقيقه مرارا .
قوله عليه السلام : «لا بتأويل المباشرة» أي ليس ظهوره بأن يباشره حاسّة من الحواسّ ، أو ليس ظهوره بأن يكون فوق جسم يباشره كما يقال : ظهر على السطح ؛ بل هو ظاهر بآثاره ، غالب على كلّ شيء بقدرته .
قوله عليه السلام : «متجلٍّ». التجلّي : الانكشاف والظهور ـ ويقال : استهلّ الهلال على المجهول والمعلوم، أي ظهر وتبيّن ـ أي ظاهر لا بظهور من جهة الرؤية .
قوله عليه السلام : «لا بمزايلة» أي لا بمفارقة مكان بأن انتقل من مكان إلى مكان حتّى خفي عنهم ، أو بأن دخل في بواطنهم حتّى عرفها ؛ بل لخفاء كنهه عن عقولهم ، وعلمه ببواطنهم وأسرارهم .
قوله : «لا بمسافة» أي ليس مباينته لبعده بحسب المسافة عنهم ، بل لغاية كماله ونقصهم باينهم في الذات والصفات .
قوله عليه السلام : «لا بمداناة» أي ليس قربه قربا مكانيّا بالدنوّ من الأشياء ، بل بالعلم والعلّيّة والتربية والرحمة .
قوله : «لا بتجسّم» أي لطيف لا بكونه جسما له قوام رقيق ، أو حجم صغير ، أو ترك غريب ، ووضع ۱ عجيب ، أو لا لون له ؛ بل لخلقه الأشياءَ اللطيفةَ ، وعلمه بها كما مرّ ، أو تجرّده .

1.في المصدر : «وصنع» .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 144493
صفحه از 637
پرینت  ارسال به