437
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

ذاته لا محالة ، ولمّا رأينا الظاهرات طبائعَ محتاجةً إلى الظهور ، والظهور طبيعة نعتيّة محتاجة إلى من تقوم به ، اضطرّت عقولنا إلى الإقرار بمحتاج إليه غير خفيّ في حدّ ذاته، أي خارج عن العدم ، وظاهر لذاته أي لا بظهور نعتيّة حتّى يصحّ أن يتحقّق الظاهر بظهورٍ نعتيّة محتاجة إلى المنعوت إلى أن تقوم به ، وإلى الظاهر لذاته في أن يقيمها فيه ، وظاهر أنّ الظهور لذاته الظاهر بالظهور ـ الذي ليس ظاهرا لذاته المحتاج في كونه ظاهرا بهذا الظهور ـ ظلّ الظاهر لذاته .
وفي هذا المعنى قال من قال (نظم) :

هر آن نورى كه ازمه تا به ماهى استشعاع نور اسماى الهى است
بر او عقل از جهانى مستدلّ استكه ظلّ ظلّ ظلّ ، ظلّ ظلّ است
چه نسبت سايه را با شخص قائمچه شركت ذرّه را با نور دائم
بر آن درگه ندارد ديد كس باربرو بر خوان : «ولا تدركه الأبصار»۱
چو ذاتش مطلق است از شى ء ولا شى ءنه ذاتست آن بگو «استغفر اللّه »
منزّه از كم و كيف وهل و لمچه صورت باشدش در علم عالم
مبرّا از جهات و جا و مأوىكجا در گوشه خاطر كند جا
هر آنچه آيد بدست وَهْم از آن ذاتمشوب است آن بشوب اعتبارات
نبود اين ديده را چون تاب آن نورشد از فرط ظهور خويش مستور
قوله عليه السلام : «مُتَجَلٍّ لا باستهلالِ رُؤيَةٍ» .
في الصحاح : «اُهلَّ الهلال واستُهلّ ، على ما لم يسمّ فاعله ، ويُقال أيضا : استهلّ بمعنى تبيّن». ۲ فالمعنى أنّه متجلٍّ لمن تجلّى ، لا بأن يتبيّن له من جهة الرؤية ؛ والإضافة تصحّ بأدنى ملابسة .
قوله عليه السلام : «موجودٌ لا بعد عَدَمَ» .
إطلاق لفظ «الموجود» على اللّه تعالى كإطلاق سائر الأسماء الحسنى في أنّه باعتبار استحقاقه له بنفس الذات المقدّس عن شوب الكثرة ، وكونِ بحت الذات قائما مقام

1.اشارة إلى الآية ۱۰۳ من سورة الأعراف (۶) .

2.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۵۲ (هلل) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
436

وفي ذلك يقول الحكيم (نظم) :

احدست و شُمار از او معزولصمدست ونياز از او مخذول
آن احد نه كه عقل داند و فهمآن صمد نه كه حسّ شناسد و وهم
كس نگفته صفات مبدع هوچند و چون و چرا چه و كى و كو
قوله عليه السلام : «ظاهر لا بتأويل المباشرة» .
قال الفاضل المحقّق شارح التوحيد :
ظهور الأشياء إمّا بالمباشرة الحسّيّة كما في الجسمانيّات ، أو بالمباشرة المعنويّة كما في اتّصال العلل الممكنة إلى معلولاتها ؛ فإنّها متّصلة من حيث اشتراكها في الأجناس البعيدة أو الأعراض المشتركة ، ومن حيث إنّ اُفق كلّ عالم يتّصل وينتهي إلى عالمٍ فوقَه إلى أن ينتهي إلى الاُفق المبين الذي في العالم الأعلى العقلي .
وأمّا الباري سبحانه ، فلمّا كان مباينا من جميع الجهات لكلّ ما سواه ، وليس بخارج ولا داخل في العوالم ، فهو ظاهر لا بمباشرة حسّيّة ، أو اتّصال معنوي ، وإنّما ظهوره بأن لا ظاهر غيره ، فكلّ شيء فهو ظاهر سبحانه . ۱
أقول : في دعاء عرفة للحسين بن عليّ عليهماالسلام : «كيف يستدلّ عليك بما هو في ظهوره ۲ مفتقرٌ إليك؟ ألغيرك ۳ من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهرَ لك؟ متى غبت حتّى تحتاج إلى دليلٍ يدلّ عليك؟ ومتى بعدت حتّى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟ عميت عينٌ لا تراك قريبا ۴ ، وخسرت صفقةُ عبدٍ لم تجعل له من حبّك نصيبا» . ۵
ثمّ أقول : الخفيّ في ذاته العدم الصرف ، وسائر الخفيّات خفي من النظر الحسّي أو العقلي ، أي الإدراكات العقليّة والحسّيّة التي يندرج فيها الإدراك بالمشاعر الباطنة ، والظاهر في حدّ ذاته هو الوجود العامّ البديهي .
لستُ أقول : إنّه ظاهر في حدّ ذاته بمعنى أنّه لذاته ومن ذاته أي غير محتاجٍ ، بل بمعنى أنّ ظهوره بذاته أي ليس بالعرض ، والخفيّ من النظر له شمّة من الظاهر في حدّ

1.المصدر ، ص ۱۴۵ .

2.في المصدر : «في وجوده» .

3.في المصدر : «أ يكون لغيرك» .

4.في المصدر : «عميت عين لاتراك ، ولاتزال عليها رقيبا» .

5.الإقبال ، ص ۳۴۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۱۴۲ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103700
صفحه از 637
پرینت  ارسال به