449
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

ومَنْ قال «كيف» فقد استوصفه ، ومَن قال «علام» فقد حمله ، ومن قال «أين» فقد أخلى منه ، ومن قال «إلى م» فقد وقّته ، عالم إذ لا معلوم ، وخالق إذ لا مخلوق ، وربّ إذ لا مربوب ، وإله إذ لا مألوه ، وكذلك يوصف ربّنا وهو فوق ما يصفه الواصفون» ۱ انتهى .
فتدبّر وتأمّل فإنّه جدير به ، سيّما قوله : «السميع لا بأداة ، والبصير لا بتفريق آلة» فإنّه إذا قيس بنسخة الكافي لم يَخْفَ ما هو الصواب منهما .
قوله : (بل وَصَفَتْهُ بفعاله ، ودَلَّتْ عليه بآياتِه) . [ح ۷ / ۳۵۶]
كما في قوله تعالى حكايةً عن قول فرعون : «وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ»۲ .
قوله : (فأنْجِعوا بما يَحِقُّ عليكم) . [ح ۷ / ۳۵۶]
أي فاطلبوا الثواب والأمن من العقاب بما يجب عليكم ، إلى آخره .

باب النوادر

قوله : (وجَهِلَنا من جَهِلَنا وإمامةَ المتّقينَ) . [ح ۳ / ۳۵۹]
في كتاب التوحيد من باب تفسير قول اللّه عزّوجلّ : «كُلُّ شَىْ ءٍ هَالِكٌ إِلَا وَجْهَهُ»۳ ، بالإسناد عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : «ونحن المثاني التي أعطاها اللّه نبيّنا صلى الله عليه و آله ، ونحن وجه اللّه نتقلّب في الأرض بين أظهركم ، عرفنا من عرفنا ، ومن جهلنا فأمامه اليقين» . ۴
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم : «ومن جهلنا فأمامه السعير». ۵
وسيأتي في باب أنّ الأئمّة عليهم السلام ورثوا علم النبيّ وجميع الأنبياء : «فهذه حجّتنا على من أنكر حقُّنا ، وجحد ميراثنا ، وما منعنا من الكلام ، وأمامنا اليقين» . ۶
فهذه كلّها شواهدُ على تصحيف ما في الكافي ، فالمعنى أنّ الموت سيكشف الغطاء، ويعلم علمَ العيان مَن المحقّ ومَن المبطل حيث لا ينفع الاعتذار . والتعبير عن

1.التوحيد ، ص ۵۶ ، ح ۱۴ .

2.الشعراء (۲۶) : ۲۳ ـ ۲۴ .

3.القصص (۲۸) : ۸۸ .

4.التوحيد ، ص ۱۵۰ ، ح ۶ .

5.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۳۷۷ .

6.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۲۴ ، ح ۲ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
448

الكامل، ويصير المعتقد بهذا الإقرار مؤمنا حقيقيّا كاملاً في الإيمان ؛ رزقنا اللّه الوصول إليه . ۱
انتهى ما أردنا نقله من شرح هذا الفاضل.
ونرجع إلى شرح ما في الكافي : (البصيرُ لا بأداةٍ ، والسميعُ لا بتفريقِ آلةٍ) . [ح ۵ / ۳۵۴]
روى الصدوق ـ طاب ثراه ـ في كتاب التوحيد بإسناده عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن فتح بن يزيد الجرجاني ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أسأله عن شيء من التوحيد ، قال : فكتب بخطّه قال [جعفر] : وإنّ فتحا أخرج إليّ الكتاب ، فقرأته بخطّ أبي الحسن عليه السلام : «بسم اللّه الرحمن الرحيم ، الحمدللّه المُلهم عبادهَ الحمدَ ، وفاطرهم على معرفة ربوبيّته ، الدالّ على وجوده بخلقه ، وبحدوث خلقه على أزليّته ۲ وباشتباههم على أن لا شبيه له ۳ ، المستشهد بآياته على قدرته ، الممتنع من الصفات ذاته، ومن الأبصار رؤيته ، ومن الأوهام الإحاطة به ، لا أمد لكونه ، ولا غاية لبقائه ، لا تشمله المشاعر ، ولا تحجبه الحُجب ، والحجاب بينه وبين خلقه خلقه إيّاهم ؛ لامتناعه ممّا يمكن من ذواتهم ، ولإمكان ذواتهم ممّا يمتنع منه ذاته ، ولافتراق الصانع والمصنوع ، والربّ والمربوب ، والحادّ والمحدود ، أحدٌ لا بتأويل عدد ، الخالق لا بمعنى حركة ، السميع لا بأداة ، البصير لا بتفريق آلة ، الشاهد لا بمماسّة ، البائن لا بتراخي ۴ مسافة ، الباطن لا باجتناب ۵ ، الظاهر [لابمحاذ]، الذي قد حسرت دون كنهه نوافذ الأبصار ، وقمع ۶ وجوده جوائل الأوهام ، أوّل الديانة معرفته ، وكمال معرفته توحيده ، وكمال التوحيد نفي الصفات عنه ؛ لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، وشهادة الموصوف أنّه غير الصفة ، وشهادتهما جميعا على أنفسهما بالتثنية ۷ الممتنع منها ، فمن وصف اللّه تعالى فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ، ومن عدّه فقد أبطل أزله ،

1.شرح توحيد الصدوق لقاضي سعيد القمّي ، ج ۱ ، ص ۱۷۱ ـ ۱۷۸ .

2.في المصدر : «أزله» .

3.في المصدر : «وبأشباههم على أن لا شبه له» .

4.في المصدر : «لاببراح» .

5.في المصدر : «لاباجتنان» .

6.في المصدر : «وامتنع» .

7.في المصدر : «بالبيّنة» .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103471
صفحه از 637
پرینت  ارسال به