به غير متّهم على خلقك ، ولا لإرادتك حتّى عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزّين ، يرون حكمك مبدّلاً ، وكتابك منبوذا ، وفرائضك محرّفة عن جهات أشراعك ، وسنن نبيّك متروكةً» . ۱
وفي دعاء آخر : «أنت الذي أردت فكان حتما ما أردت ، وقضيت فكان عدلاً ما قضيت» إلى قوله : «وقدّرت كلّ شيء تقديرا» . ۲
وفي دعاء الاستخارة منها : «حبِّب إلينا ما نكره من قضائك ، وسهِّل علينا ما نستصعب من حكمك ، وألهمنا الانقيادَ لما أوردت علينا من مشيّتك» ۳ إلى غير ذلك من الأدعية والأخبار .
هذا ، وتدبيره تعالى المعترف به له عند كافّة ذوي العقول إنّما هو التفرقة العلميّة بين ما يستحقّ الوجود على الوجه الذي يستحقّ وبين ما لا يستحقّ ، وإيجاده فيضانُ الوجود منه على كلّ مستحقّ على الوجه المستحقّ ؛ إذ يمتنع هناك القصد والحركة النفسيّة والجوارحيّة ، وفيض الجواد على الإطلاق لا يستدعي سوى الاستحقاق .
وعلى هذا فيكون ما بعد العلم من الخصال السبع أسبابا متلازمة في كلّ شيء تحقّقت إحداها تحقّقا واقعيّا تحقّقت الباقية بتّةَ ، وتكثر الأسماء باعتبار تكثّر الوجود التي استحقّ المعلوم الوجود على تلك الوجود ، كلّ اسم منها وقع على العلم باعتبار تعلّقه بوجه من وجوه أصل الوجود، كما يشعر به قوله عليه السلام : «فبالعلم علم الأشياء قبل كونها ، وبالمشيّة عرف صفاتها وحدودها ، وبالإرادة ميّز أنفسها في ألوانها وصفاتها ، وبالتقدير قدّر أقواتها ، وبالقضاء أبان للناس أماكنها» .
وفي الحديث الآتي : قلت : ما معنى «شاء»؟ قال : «ابتداء الفعل» . قلت : ما معنى «قدّر»؟ قال : «تقدير الشيء من طوله وعرضه» . ۴
وعلى هذا فما بعد العلم من الأسماء إلى الإمضاء تعبير عن اعتبارات العلم باعتبار
1.الصحيفة السجّاديّة ، ص ۲۳۴ ، الدعاء ۴۸ .
2.المصدر ، ص ۲۱۰ ، الدعا ۴۷ .
3.المصدر ، ص ۱۵۴ ، الدعاء ۳۳ .
4.الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۵۰ ، باب المشيّة والإرادة ، ح ۱ .