اللّه العزميّةَ التكليفيّةَ ، فهي إنّما صارت مغلوبةً لمشيّة إبراهيم ـ أي تحقّق متعلّق هذه دون متعلّق تلك ـ من جهة المشيّة الاُخرى الحتميّة ، فمثل هذه المغلوبيّةً ليست مغلوبيّة منافية لسلطان اللّه تعالى ، بل هي محقّقة له .
وكذا الأمر في نهي آدم ومخالفته ؛ فبطل قول المفوّضة الزاعمين للاستقلال بعد الإقدار بتوهّم أنّه لولاه لما غلب مشيّة العاصي مشيّةَ اللّه ، فسبحان الذي لا رادّ لمشيّته ، ولا معقّب لحكمه ، ولا حول ولا قوّة إلّا به ، له الخلق والأمر، وإليه يرجع الأمر كلّه .
وهذا الحلّ قد يسّر اللّه تعالى بمعونة مفاوَضَة بعض الألبّاء المشتغلين إليّ ، ولعمري إنّ هذا الحديث الشريف وأمثاله من الآيات البيّنات على إمامة أئمّتنا عليهم السلام وغزارة علمهم ، والعجب ممّن عدّها من المتشابهات وممّن حملها على التقيّة ، زاعما أنّها موافقة لمذهب الأشعريّة ، كلّا إن هو إلّا كذبٌ مفترى ، فتدبّر وتبصّر ، ثمّ كُن للّه من الشاكرين .