475
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

«قوموا، فسلّموا على أخيكم ؛ فقد أسلم» وقد كان كافرا .
قال : فانطلق الرجل غيرَ بعيد ، ثمّ انصرف إليه ، فقال : يا أمير المؤمنين أبالمشيّة الاُولى نقوم ونقعد ، ونقبض ونبسط؟
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : «وإنّك لبعد في المشيّة ، أما إنّي سائلك عن ثلاث لا يجعل اللّه لك في شيء منها مخرجا: أخبرني أخلق اللّه العباد كما شاء ، أو كما شاؤوا؟» فقال : كما شاء ، قال : «فخلق اللّه العباد لما شاء ، أو لما شاؤوا؟» فقال : لما شاء ، قال : «يأتونه يوم القيامة كما شاء ، أو كما شاؤوا؟» قال : يأتونه كما شاء ، قال : «فقم ليس عليك ۱ من المشيّة شيء» . ۲
تمّ ما علّقناه على كتاب التوحيد من الكافي ، والحمد للّه حقَّ حمده ، والصلاة على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين .

1.في المصدر : «إليك» .

2.التوحيد ، ص ۳۶۵ ، ح ۳ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
474

وفي حواشي السيّد الجليل الرفيع :
الاستطاعة للشيء: التمكّن منه ، وانقياد حصول ذلك الشيء له ، واستطاعة أحد الطرفين لا تستلزم استطاعة الطرف الآخر ، بخلاف القدرة ؛ فإنّ القدرة على أحد الطرفين يلزمها القدرة على الآخر ، والقدرة على الفعل تسبقه بمراتبَ بخلاف الاستطاعة ، فقوله : «فجعل فيهم آلة الاستطاعة» أي آلة حصولها، وما يتمّ به حصولها . ۱
وفي شرح صدر المحقّقين :
أراد بالاستطاعة هنا الاستعداد التامّ الذي لا يكون إلّا مع الأثر ، وأراد بآلة الاستطاعة جميع ما يتوقّف عليه الأثر ، فعلاً كان أو تركا ، فاستطاعة الفعل لا تكون إلّا مع الفعل ، واستطاعة الترك لا تكون إلّا مع الترك . انتهى . ۲
وروى الصدوق ـ طاب ثراه ـ في التوحيد بالإسناد إلى أبي محمّد العسكري ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم السلام ، قال : قام رجل إلى الرضا عليه السلام وقال له : يابن رسول اللّه ، صِف لنا ربّك؛ فإنّ مَن قِبَلَنا قد اختلفوا علينا . فقال الرضا عليه السلام : «إنّ من يصف ربّه بالقياس لا يزال الدهرَ في الالتباس» إلى قوله : «لا يمثّل بخليقته ، ولا يجور في قضيّته ، الخلق إلى ما علم منقادون ، وعلى ما سطر في المكنون من كتابه ماضون ، لا يعملون خلاف ما علم منهم ، ولا غيره يريدون» الحديث . ۳
وأيضا في التوحيد في باب القضاء والقدر : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر ، قال : «بحرٌ عميق فلا تَلِجْه».
قال : يا أمير المؤمنين : أخبرني عن القدر ، قال : «طريقٌ مظلم فلا تسلكه».
قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر ، قال : «سرّ اللّه فلا تكلّفه» .
قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : «أمّا إذا أبيت فإنّي سائلك : أخبرني أكانت رحمة اللّه للعباد قبل أعمال العباد ، أم كانت أعمال العباد قبل رحمة اللّه ؟» فقال الرجل : بل كانت رحمة اللّه قبل أعمال العباد ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام :

1.الحاشية على اُصول الكافي لميرزا رفيعا ، ص ۵۰۹ .

2.شرح اُصول الكافي لصدر المتألّهين ، ص ۴۲۰ .

3.التوحيد ، ص ۴۷ ، ح ۲۴ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103608
صفحه از 637
پرینت  ارسال به