وبما حرّرنا تبيّن معنى قوله عليه السلام : «إنّما قلت ويل ۱ لهم إن تركوا ما أقول ، وذهبوا إلى ما يريدون» ويشهد لما بيّنّا ما قال عليه السلام لكلّ واحد من الأصحاب، خصوصا قوله عليه السلام : «تكسر باطلاً بباطل إلّا أنّ باطلك أظهر» ، فتدبّر .
قوله : (لو كُنتَ تُحْسِنُ الكلامَ) . [ح ۴ / ۴۳۷]
في القاموس : «هو يحسن الشيء إحسانا، أي يعلمه ». ۲
أقول : وفي كلام أمير المؤمنين عليه السلام :
«وقيمة المرء ما قد كان يحسنهوالجاهلون لأهل العلم أعداء»۳
قوله : (فيالها مِن حَسْرَةٍ) . [ح ۴ / ۴۳۷]
«يا» حرف النداء، واللام هي الجارّة، ومعناها التعجّب. والضمير نكرة من باب ربّه رجلاً . و«من حسرةٍ» بيان . ومثل ذلك في زيارة الحسين عليه السلام : «يا لها من مصيبة». ۴
واختلف في أنّ المنادى ماذا ؟
قال الجامي بعد قول المصنّف : «ويخفض بلام الاستغاثة»:
قيل : قد يخفض المنادى بلامي التعجّب والتهديد أيضا، فلام التعجّب نحو: يا للماء ويا للدواهي، ولام التهديد نحو: يا لزيد لأقتلنّك، فلمَ أهمَلَ المصنّف ذكرهما ؟ وكيف يصدق قوله فيما بعد : وينصب ما سواهما ؟
واُجيب بأنّ كلّاً من هاتين اللامين لام الاستغاثة، كأنّ المهدِّد ـ اسم الفاعل ـ يستغيث بالممهَّد ـ اسم المفعول ـ ليحضر، فينتقم منه ، و يسرّيح من ألم خصومته، و كأنّ المتعجّب يستغيث بالمتعجّب منه ؛ ليحضر ، فيقضي منه التعجّب ، ويتخلّص منه.
واُجيب عن لام التعجّب بوجه آخر ذكره المصنّف في الإيضاح وهو : أنّ المنادى في قوله : «يا للماء ويا للدواهي» ليس الماء ولا الدواهي، وإنّما المراد: يا قوم، أو يا هؤلاء
1.في المطبوع : «فويل».
2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۱۴ (حسن).
3.ديوان الإمام عليّ عليه السلام ، ص ۲۴. و راجع: نهج البلاغة، ص ۴۸۲، الحكمة ۸۱ ؛ و ص ۵۰۱، الحكمة ۱۷۲؛ الإرشاد، ج ۱، ص ۳۰۰؛ غرر الحكم، ص ۶۶ ، ح ۸۶۹؛ و ص ۳۸۳، ح ۸۷۱۶ .
4.الكافي ، ج ۳ ، ص ۲۲۰ ، ح ۳ ؛ كامل الزيارات ، ص ۱۷۷ ، ح ۸ .