511
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

والشفقة الاسم من الإشفاق ، أي لم ينقطع أسباب خوفهم له ، وأسبابه حاجتهم إلى القيام في الوجود إلى الاستكمال بجوده ، وهي الحاجة الضروريّة إلى الغير في مطلوب يستلزم الخوف منه في عدم قضائه ، ويوجب الإقبال على الاستعداد لجوده بلزوم طاعتهم وحاجتهم إليه دائمةً ؛ فجدّهم في عبادته دائم ، فالتواني فيه مفقود . انتهى .
فتدبّر تستبصر في معنى الموادّ .
قوله : (أئمّةً من اللّه ) [ح ۲ / ۵۲۸ ]أي هؤلاء أئمّة .قوله :«يَهْدُونَ بِالْحَقِّ». [ح ۲ / ۵۲۸]
في سورة الأعراف «وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ»۱ .
قال البيضاوي : «يهدون الناس محقّين ، أو بكلمة الحقّ . «وَبِهِ يَعْدِلُونَ» : بالحقّ يعدلون في الحكم» ۲ انتهى .
قوله : (واستهلّ۳بنورهم البلادُ) . [ح ۲ / ۵۲۸]
في الصحاح : «تهلّل السحاب ببرقه : تلألأ ، وتهلّل وجه الرجل من فرحه واستهلّ» ۴ .
قوله : (ويَنْمُو ببركتهم التلادُ) . [ح ۲ / ۵۲۸]
في القاموس : «التلاد والتليد : ما وُلد عندك من مالك أو نتج ؛ تلد المال يتلد» ۵ .
قوله : (والهادي المُنْتَجا) . [ح ۲ / ۵۲۸]
في القاموس : «انتجيته: إذا خصصته بمناجاتك» ۶ .
قوله : (وَاصْطَنَعَهُ [على عَيْنِه في الذرِّ]) . [ح ۲ / ۵۲۸]
في النهاية :
فيه : اصطنع رسول اللّه صلى الله عليه و آله خاتما من ذهب ، أي أمر أن يصنع له ، كما تقول : اكتتب ، أي

1.الأعراف (۷) : ۵۹ .

2.أنوار التنزيل، ج ۳، ص ۶۶ .

3.في الكافي المطبوع: «و تستهلّ».

4.الصحاح، ج ۵، ص ۱۸۵۱ (هلل).

5.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۷۹.

6.راجع : القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۹۳. والعبارة بنصّه في الصحاح، ج ۶ ، ص ۲۵۰۳ (نجا).


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
510

فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ» 1 . في تفسير البيضاوي :
فليمدد بسببٍ من السماء ، ثمّ ليقطع ، فليستقص في إزالة غيظه أو جزعه بأن يفعل كلّ ما يفعله الممتلي غضبا أو المبالغ جزعا حتّى يمدّ حبلاً إلى سماء بيته ، فيختنق من قطع إذا اختنق ؛ فإنّ المختنق يقطع نفسه بحبس مجاريه . وقيل : فليمدد حبلاً إلى سماء الدنيا ، ثمّ ليقطع به المسافة حتّى بلغ عنانها ، فليجتهد في دفع نصره وتحميل رزقه 2 .
أقول : المراد بالسماء في الحديث هو المعنى الثاني على أنّ المعنيّ به عالم الملكوت . وحاصل الكلام أنّ الإمام يتوصّل إلى اللّه تعالى بوصلة قائمة بينهما غير منقطعة ؛ على أنّ جملة «لا ينقطع» صفة لسبب .
في القاموس : «السبب : الحبل ، وما يتوصّل به إلى الشيء» 3 .
ويمكن أن يقرأ «يمدّ» بالبناء للمجهول ؛ من الإمداد بمعنى إعطاء المدد .
والجملة حال من الإمام ، أي أمدّه اللّه بمدد وسبب يتّصل إلى السماء غير منقطع عنه موادّ ذلك السبب .
وفي نهج البلاغة في صفة الملائكة : «لا يَرجِعُ بهم الاستهتارُ بلزوم طاعته [إلاّ] إلى موادّ من قلوبهم غيرِ منقطعةٍ من رجائه ومخافته ، ولم ينقطع أسبابُ الشَّفَقَةِ منهم ، فَيَنوا في جِدِّهم» 4 .
في شرح بعض المحقّقين :
لمّا كانت غاية عبادته هو الوصول إلى كمال معرفته ، وكانت درجات المعارف الإلهيّة غير متناهية ، لم يكن قَطْعهم لتلك المسافة ممكنا ، ولمّا كانوا غرقى في محبّته ، عالمين بكمال عظمته ، وأنّ ما يرجونه من تمام جوده أشرف المطالب وأربح المكاسب ، وما يخشى من انقطاع جوده ونزول حرمانه أعظم المهالك والمعاطب ، لاجرم دام رجاؤهم لهم وخضوعهم في رقّ الحاجة إليه والفزع من حرمانه ، وكان ذلك الرجاء والخوف هو مادّة استهتارهم بلزوم طاعته التي يرجون إليها من قلوبهم ، فلم ينقطع استهتارهم بلزومها .

1.الحجّ (۲۲) : ۱۵ .

2.أنوار التنزيل، ج ۴، ص ۱۱۸.

3.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۸۱ (سبب).

4.نهج البلاغة، ص ۱۳۱، الخطبة ۹۱.

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103606
صفحه از 637
پرینت  ارسال به