531
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

وفرط : إذا تقدّم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ، ويهيّء لهم الدلاء والأرشية ، ومنه الدُّعاء للطفل الميّت : «واجعله له فرطا» أي أجرا يتقدّمه ، وحديث الدُّعاء أيضا على ما فرط منّي ، أي سبق وتقدّم . ومنه الحديث : «أنا والنبيّون فراط القاصفين» . فراط : جمع فارط ، أي متقدّمون إلى الشفاعة ، وقيل : إلى الحوض . والقاصفون : المزدحمون ۱ .
أقول : ظهر من كلامه أنّ الفرط ـ بمعنى التقدّم ـ جمعه فراط .
وفي القاموس :
فرط القوم يفرطهم فرطا [و فراطة] : تقدّمهم إلى الورد لإصلاح الحوض والدلاء ، وهم الفراط ، والفرط : الاسم من الإفراط ، والغلبة ، والعلم المستقيم يهتدى به . والجمع : أفرط وأفراط ۲ .
أقول : المعنى الأخير هو المراد في قوله عليه السلام : «ونحن أفراط الأنبياء» ولذلك جمع بالأفراط؛ فتبصّر .
قوله : (في ذُؤابةُ العَرْشِ) . [ح ۲ / ۶۰۲]
في القاموس في الذال المعجمة والهمزة والباء الموحّدة : «الذؤابة : الناصية ، أو منبتها من الرأس ، ومن العزّ والشرف ، وكلّ شيء أعلاه» ۳ .
قوله : (إنّ العِلْمَ الذي يَحْدُثُ يوما بعد يومٍ) . [ح ۳ / ۶۰۳]
يعني أنّ العلم الذي لا حظّ لغيرنا فيه ، هو الذي يحصل لنا بتحديث الملك كلّ يوم وكلّ ساعة . وسيجيء في الأخبار أنّهم عليهم السلام محدّثون .
قوله :«مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ»۴. [ح ۶ / ۶۰۶]
الظاهر أنّ المراد بالذكر ما في اللوح المحفوظ .
قوله : (وسليمانَ بن داوُدَ [كانَ يفهم منطق الطيرِ]) . [ح ۷ / ۶۰۷]
تتمّة كلام أبي الحسن عليه السلام و «يُفّهم» بالبناء للمفعول من باب التفعيل ، بناءً على أنّه

1.النهاية، ج ۳، ص ۴۳۴ (فرط).

2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۷۷ (فرط) مع تلخيص.

3.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۶۷ (ذأب) مع تلخيص.

4.الأنبياء (۲۱) : ۱۰۵.


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
530

وفي القاموس : «خفره وبه وعليه : أجاره ومنعه وأمته كخفره ، والاسم الخفارة مثلّثةً ، وخفره : أخذ منه جُعلاً ليجيره ، وبه خفرا و خفورا : نقض عهده وغدره كأخفره» ۱ .
وفي الصحاح : «أخفرته : إذا نقضت عهده» ۲ .
وفي الفائق : «خفرت الرجل : أجرته وحفظت عهده ، وأخفرته : نقضت عهده ، والهمزة فيه مثلها في أشكيته ، كأنّ المعنى : أزلت خفرته» ۳ . هذا كلام أرباب اللغة ؛ فتأمّل .

[باب أنّ الأئمّة ورثة العلم يَرِثُ بعضهم بعضا العلمَ]

قوله : (يَمُصُّونَ الثَماد) . [ح ۶ / ۵۹۸]
في القاموس : «الثمد ـ ويحرّك وككتاب ـ : الماء القليل لا مادّة له» ۴ .
وفي الأساس : «لو كنتم ماء لكنتم ثمدا ، أي قليلاً . قال الأصمعي : هو ماء المطر يبقى محقونا تحت رمل ، فإذا كشف عنه أدّته الأرض ، وتركناهم يمصّون الثماد» ۵ . انتهى .
قوله : (إنّ العلمَ الذي نَزَلَ مع آدمَ عليه السلام لم يُرْفَعْ) . [ح ۸ / ۶۰۰]
لينظر ناظر بعقله وسليم فطرته أنّ العلم الذي نزل مع آدم عليه السلام ـ ولا يزال يتوارث ـ هل هو علم الحلال والحرام ، أم المعارف الإلهيّة التي لا تتغيّر بتغيّر الملل ؟

[باب أنّ الأئمّة عليهم السلام ورثوا علم النبيّ و...]

قوله : (ونَحْنُ النُّجَباءُ النُّجاةُ) . [ح ۱ / ۶۰۱]
النجاة بضمّ ـ النون ـ جمع ناجى ، كدُعاة جمع داعي ، وقضاة جمع قاضي .
قوله : (نحن أفْراطُ الأنبياء) . [ح ۱ / ۶۰۱]
في النهاية :
فيه : «أنا فرطكم على الحوض» أي متقدّمكم إليها ، يقال : فرط [يفرط] فهو فارط

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۲ (خفر).

2.الصحاح، ج۲، ص ۶۴۹ (خفر).

3.الفائق في غريب الحديث، ص ۳۳۳.

4.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۸۰ (ثمد).

5.أساس البلاغة، ص ۷۶ (ثمد).

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103495
صفحه از 637
پرینت  ارسال به