أولياؤهم الطاغوت ، وفي زمرة الكفّار والأئمّة الذين يدعون إلى النار يصلونها فبئس القرار .
أقول : في هذا الموضع ردّ على المخطّئة ، كما أشرنا إليه سابقا ؛ فتبصّر .
قوله : (ثمّ وَقَفَ) . [ح ۱ / ۶۴۵]
عطف على : «قال : إنّ شيعتنا» يعني قال أبي عليه السلام للرجل : كيت وكيت ، ثمّ وقف ، فقال الرجل : يا ابن رسول اللّه ، إلى آخره .
قوله :«لِكَيْلَا تَأْسَوْا»۱. [ح ۱ / ۶۴۵]
هذه تتمّة آية في سورة الحديد أشار إليها سابقا ، حيث قال : «اشهد» إلى آخره ، وهي هذه : «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَلَا فِى أَنْفُسِكُمْ إِلَا فِى كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ»۲ ولعلّ الإشارة إلى الجزء الأوّل تمهيد للسؤال عن الجزء الثاني الذي ورد شطر منه فيهم عليهم السلام ، وشطر آخر في غاصبي حقوقهم .
وربما يختلج ببال من لا معرفة له بضروب أساليب كلام البلغاء أنّه كيف يكون آية واحدة مشتملةً على خطأ بيّن كلّ منهما لجماعة ، وبسبب هذا الاختلاج لا يطمئنّ قلبه في تصديق هذا الحديث ؛ فلنذكر لأجل اطمئنان قلوب المؤمنين ما ذكره السيّد الجليل غوّاص بحار الفضل ، نقّاد فنون العلم ، المرتضى الملقّب بعلم الهدى في كتاب تنزيه الأنبياء في قوله تعالى : «هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ»۳ :
إنّ الكناية في قوله : «جعلا» غير راجعة إلى آدم وحوّا ، بل إلى الذكور والإنات من أولادهما ، وإلى جنسين ممّن أشرك من نسلهما ، وإن كانت الكناية الاُولى تتعلّق بهما ، و