553
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

أقول : يعني من الممتنع العادي أن لا يخالف ذوا عدلٍ ذَوَيْ عدلٍ آخر في تقدير ما يحكم في الأصابع ؛ إذ ليس منصوصا بزعم ابن عبّاس حتّى يقف إلى حدّ .
قوله : (كما أعْمى بَصَرَك) . [ح ۲ / ۶۴۶] أي أعمى اللّه بصرك .وقوله : (عليّ بن أبي طالب) [ح ۲ / ۶۴۶] نصبٌ على أنّه مفعول ثان للجحود .
وفي القاموس : «جحده حقّه وبحقّه ـ كمنعه ـ جحدا وجحودا : أنكره مع علمه» . ۱ ومثله في الصحاح ۲ . وظاهر كلامهما يعطي أنّ المفعول الأوّل صاحب الحقّ ، وعبارة الحديث تعطي عكس ذلك .
قوله : ([إن]عَمِيَ بَصَري إلّا من صَفْقَةِ جَناحِ المَلَك) . [ح ۲ / ۶۴۶]
هكذا في عدّة نسخ معوّل عليها، و على هذا فالمعنى أنّه قال ابن عبّاس بعد ما صدّق الإمام عليه السلام في إخباره بأنّ عماه يوم الجحود : من أين علمت ذلك فواللّه ، إلى آخره . ولعلّ إنكاره لليلة القدر بعد النبيّ صلى الله عليه و آله مع الاعتراف بأنّه كان سبب عماه ، وتأكيد ذلك بالقسم هو الذي أضحك الإمام عليه السلام ؛ لأنّه يدلّ على سخافة عقله .
وفي النسخ المتداولة : «بصره» فالقسم من الصادق عليه السلام ، وقول الباقر عليه السلام : «ما تكلّمتَ بالصدق مثل أمس...» يؤيّد الأوّل على أظهر الاحتمالين ، فيكون تفصيلاً لما أجمله ابن عبّاس .
قوله : (فَتَبَدّى لك المَلَكُ الذي يُحَدِّثُه) . [ح ۲ / ۶۴۶]
أي فظهر لك نوع ظهورالملك الموكّل بتحديث عليّ عليه السلام ، فقال : كذبت في قولك لا أراها كانت إلّا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، يا ابن عبّاس أنا موقن بما حدّثك به عليّ عليه السلام في أمر ليلة القدر ، وكونه مع أحد عشر من صلبه هم المنزل عليهم إيقانا كأنّه رأت ذلك عيناي .
وجملة : «ولم تَرَهَ عيناه ، ولكن وعى قلبه ، و وُقِرَ في سمعه» من كلام الباقر عليه السلام ، وبيان أنّ مراد الملك في قوله : «رأت عيناي الذي حدّثك به علي» ليس المراد معناه الحقيقيّ ، بل إيقان القلب ، وقول ابن عبّاس : «ما اختلفنا في شيء فحكمه إلى اللّه » ناظر

1.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۸۰ (جحد).

2.الصحاح، ج ۲، ص ۴۵۱ (جحد).


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
552

قوله : (إذا استضحك) . [ح ۲ / ۶۴۶]
على صيغة المجهول ، أي طلب خاطر الضحك منه ، ولذا قال عليه السلام : (هل تدرون ما أضحكني ؟) ولم يتعرّض في القاموس للاستضحاك .
وفي الصحاح : «تضاحك الرجل واستضحك بمعنى» ۱ . وضَبْطُه في النسخ العتيقة بفتح التاء .
قوله : (مِنَ«الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا»۲) . [ح ۲ / ۶۴۶]
قد سبق في باب بعد باب عرض الأعمال أنّه سئل أبو عبد اللّه عليه السلام عن هذه الآية، فقال عليه السلام : «استقاموا على الأئمّة واحدا بعد واحد : «تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْاخِرَةِ»۳ » .
والظاهر أنّ التنزّل حين الاحتضار ، ويحتمل أن يكون في القبر . وعلى هذا الحديث كان الذي قال ربّنا اللّه ثمّ استقام شيعتهم عليهم السلام ، وعلى ما قال الباقر عليه السلام الأئمّة عليهم السلام نفسهم والتنزّل في الدنيا ؛ ولذا قال عليه السلام : «هل رأيت الملائكة» إلى آخره، فأحد المعنيين ظهر الآية ، والآخر بطنها ، ومثل هذا كثير في القرآن ، وقد أشرت إلى بعض فيما مضى ، ولعلّ قول ابن عبّاس في جوابه عليه السلام تشبّث بالمعنى الأوّل للتفصّي .
وفي القاموس : «اغرورقت عيناه : دمعتا ، كأنّها غرقت في دمعها» . ۴وقوله عليه السلام : (صدقت) . [ح ۲ / ۶۴۶] على ما ذكرناه ـ من كون المعنيين ممّا أُريد بالآية ـ تصديق له ، وإذ لم يكن أهل أن يقبل المعنى الآخر من الإمام عليه السلام صرف الكلام لإلزامه إلى وجه آخر ، وقال : (هل في حكم اللّه اختلافٌ ؟) .
قوله : (جاء الاختلافُ في حكم اللّه ) . [ح ۲ / ۶۴۶]
في الوافي : «لعدم إمكان الاتّفاق في مثله» ۵ .

1.الصحاح، ج ۴، ص ۱۵۹۷ (ضحك).

2.فصلت (۴۱) : ۳۰ .

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۲۰ ، باب أنّ طريقة التي حثّ على الاستقامة عليها ولاية عليّ عليه السلام ، ح ۲ . والآية في سورة فصّلت (۴۱) : ۳۰ ـ ۳۱ .

4.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۷۱ (غرق).

5.الوافي، ج ۲، ص ۴۵.

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 127718
صفحه از 637
پرینت  ارسال به