أقول : يعني من الممتنع العادي أن لا يخالف ذوا عدلٍ ذَوَيْ عدلٍ آخر في تقدير ما يحكم في الأصابع ؛ إذ ليس منصوصا بزعم ابن عبّاس حتّى يقف إلى حدّ .
قوله : (كما أعْمى بَصَرَك) . [ح ۲ / ۶۴۶] أي أعمى اللّه بصرك .وقوله : (عليّ بن أبي طالب) [ح ۲ / ۶۴۶] نصبٌ على أنّه مفعول ثان للجحود .
وفي القاموس : «جحده حقّه وبحقّه ـ كمنعه ـ جحدا وجحودا : أنكره مع علمه» . ۱ ومثله في الصحاح ۲ . وظاهر كلامهما يعطي أنّ المفعول الأوّل صاحب الحقّ ، وعبارة الحديث تعطي عكس ذلك .
قوله : ([إن]عَمِيَ بَصَري إلّا من صَفْقَةِ جَناحِ المَلَك) . [ح ۲ / ۶۴۶]
هكذا في عدّة نسخ معوّل عليها، و على هذا فالمعنى أنّه قال ابن عبّاس بعد ما صدّق الإمام عليه السلام في إخباره بأنّ عماه يوم الجحود : من أين علمت ذلك فواللّه ، إلى آخره . ولعلّ إنكاره لليلة القدر بعد النبيّ صلى الله عليه و آله مع الاعتراف بأنّه كان سبب عماه ، وتأكيد ذلك بالقسم هو الذي أضحك الإمام عليه السلام ؛ لأنّه يدلّ على سخافة عقله .
وفي النسخ المتداولة : «بصره» فالقسم من الصادق عليه السلام ، وقول الباقر عليه السلام : «ما تكلّمتَ بالصدق مثل أمس...» يؤيّد الأوّل على أظهر الاحتمالين ، فيكون تفصيلاً لما أجمله ابن عبّاس .
قوله : (فَتَبَدّى لك المَلَكُ الذي يُحَدِّثُه) . [ح ۲ / ۶۴۶]
أي فظهر لك نوع ظهورالملك الموكّل بتحديث عليّ عليه السلام ، فقال : كذبت في قولك لا أراها كانت إلّا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، يا ابن عبّاس أنا موقن بما حدّثك به عليّ عليه السلام في أمر ليلة القدر ، وكونه مع أحد عشر من صلبه هم المنزل عليهم إيقانا كأنّه رأت ذلك عيناي .
وجملة : «ولم تَرَهَ عيناه ، ولكن وعى قلبه ، و وُقِرَ في سمعه» من كلام الباقر عليه السلام ، وبيان أنّ مراد الملك في قوله : «رأت عيناي الذي حدّثك به علي» ليس المراد معناه الحقيقيّ ، بل إيقان القلب ، وقول ابن عبّاس : «ما اختلفنا في شيء فحكمه إلى اللّه » ناظر