557
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

قوله : ([كان عليّ عليه السلام ]كثيرا ما يقول ما اجتمع) . [ح ۵ / ۶۴۹]
قال صاحب الوافي :
كأنّ في الكلام تقديما وتأخيرا ، ولعلّهما صدرا من النسّاخ ، تقديره هكذا : «كان عليّ عليه السلام يقول كثيرا : ما أجمع» أو هكذا : «كثيرا ما يقول : اجتمع» . و «لما رأت عيني» إشارة إلى الملائكة المنزلين في تلك الليلة ، و «وعا قلبي» إشارة إلى ما حدّثته من تبيين الاُمور وإحكام الأحكام ، و «لِما يرى قلبُ هذا من بعدي» إشارة إلى تفسير من الملائكة وتحديثهم إيّاه . وأشار بهذا إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد مضى في خبر آخر أنّه وعا قلبه ووقرفي سمعه . ۱قوله : (فإن كانا ليعرفانِ) . [ح ۵ / ۶۴۹]
«إن» هي المخفّفة من المثقّلة بدلالة اللام ، كما في قوله تعالى : «وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ»۲ والفاء فصيحة ، و «يعرفان» على صيغة المجهول من المجرّد ، و «تلك الليلة» في محلّ النصب على الظرفيّة ، أي كانا في تلك الليلة من شدّة الرعب والخوف بحال يعرفهما الناس بما بهما من تغيّر الحال واضطراب البال مخافة أن ينزل على وليّ الأمر في شأنهما ما يسوؤهما لما يعلمان من خيانتهما في الدين وعدم نصح المسلمين . وفي المثل السائر : إذا وضع البيطار مكواته في النار هاج الرعب بالبغل الشموس .
ويحتمل أن يكون من باب التفعيل مبنيّا للفاعل أو المفعول ، ويكون «تلك الليلة» منصوبا على أنّه مفعول ثانٍ ، والمعنى على الأوّل : أنّهما كانا يعرّفان أولياءهما تلك الليلة حتّى يُنيبوا إلى اللّه ويتضرّعوا إليه أن لا ينزل في ما شانهما ؛ وعلى الثاني : أنّهما كانا يوكّلان من يعرفهما تلك الليلة مخافة أن يلهيهما عنها لذّة الجاه وغرور الملك ، فلا يشتغلا بالتضرّع .
قوله : (من البعثة في أقطار الأرض) . [ح ۶ / ۶۵۰]
«البَعَثة» بالتحريك : جمع بعيث بمعنى المبعوث ، كالقَتَلة جمع قتيل بمعنى المقتول .

1.الوافي، ج ۲، ص ۵۰.

2.القلم (۶۸) : ۵۱ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
556

أي بمذق يقال فيه هذا القول ؛ لأنّ فيه لون الوُرْقة ۱ التي هي لون الذئب ، ويعضده قراءة تصيبنّ على جواب القسم المحذوف. ويكون للتبيين على هذا ؛ لأنّ المعنى لا تصيبنّكم خاصّة على ظلمكم ؛ لأنّ الظلم أقبح منكم من سائر الناس . كذا في جوامع الجامع ۲ .
وقال القاضي : «اتّقوا ذنبا يعمّكم أثره على أنّ قوله : «لَا تُصِيبَنَّ» إمّا جواب الأمر على معنى : إذا أصابتكم لا تصيب الظالمين منكم بل يعمّكم» .
وفيه : «أنّ جواب الشرط متردّد ، فلا يليق به النون المؤكّدة ، لكنّه لمّا تضمّن معنى النهي ساغ فيه ، كقوله : «ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ»۳ .
وإمّا صفة لفتنة ولا للنفي . وفيه شذوذ ؛ لأنّ النون لا يدخل المنفّي في غير القسم ، أو النهي على إرادة القول .
وإمّا جواب قسم محذوف.
ويحتمل أن يكون نهيا بعد الأمر باتّقاء الذنب عن التعرّض للظلم ؛ فإنّ وباله يصيب الظلم خاصّة ويعود عليه» .
و«من» على الوجه الأوّل للتبعيض وعلى الآخرين للتبيين ، و فائدته التنبيه على أنّ الظلم منكم أقبح .
قوله : (فهذه فتنةٌ أصابَتْهم خاصّةً) . [ح ۴ / ۶۴۸]
لمّا كان الأمر باتّقاء فتنة غيرِ خاصّة بالظالمين منهم مشعرا بفتنة خاصّة مثّل عليه السلام لها ، ثمّ قال «فهذه» إلى آخره .
قوله :«وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَا رَسُولٌ»۴. [ح ۴ / ۶۴۸]
في تفسير الكواشي : «لا وقف هنا ؛ لأنّ «قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ» مرفوع محلّاً صفة رسول» .

1.الوُرْقَة: سواد في غبرة، و قيل: سواد و بياض. لسان العرب، ج ۱۰، ص ۳۷۶ (ورق).

2.جوامع الجامع، ج ۲، ص ۱۷.

3.النمل (۲۷) : ۱۸ .

4.آل عمران (۳) : ۱۴۴ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 127337
صفحه از 637
پرینت  ارسال به