فيه تلك الليلة اختياريّا ؛ إذ كان واجبا ليطابق القضاء والقدر .
فعلى هذا فالجواب أنّه عليه السلام قد خيّر في تلك الليلة ، فاختار ما وقع شوقا إلى اللّه ، والوجوبُ والتعيّن في علم اللّه تعالى بكونه من جهة الاختيار الذي قد سبق في العلم الأزلي لا ينافي التخيير والاختيار ، بل يحقّقه كما حقّق فيما سبق فتذكّر ، والتعيّن عنده عليه السلام لكونه من جهة الإخبار الذي يمكن وقوع البداء فيه أيضا لا ينافي التخيير والاختيار ، كما لايخفى على اُولي الأبصار .
باب أنّ الأئمّة عليهم السلام يعلمون [علم]ما كان وما يكون
قوله : ([وحَتَمَه] على سبيل الاختيار) . [ح ۲ / ۶۸۳]
أي اختيار اللّه لهم عليهم السلام ؛ لأنّ للّه تعالى منازلَ جرت سنّته أن لا يرتقي إليها إلّا الممتحنين الصابرين الذين نزل فيهم: «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للّهِِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ»۱ فنزول ما نزل عليهم إنّما هو تنزيه وتكميل وتأهيل للقعود في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، لا كفّارة ذنب أو عقوبة عاجلة إلى أن يأتي وقت العذاب العظيم ؛ نعوذ باللّه منه . ومن فوائد إذابتهم في بوتقة الدنيا بنار المحنة والابتلاء ظهور جواهرهم ونقاوة ذواتهم عن غشّ محبّة الغير .
ويمكن أن يكون معنى على سبيل الاختيار أنّهم عليهم السلام إذ كانوا مختارين للبلايا علما منهم بأنّه تربية وتأهيل لهم ، قضى اللّه عليهم السلام قضاء حتما ناشئا من اختيارهم . والمعنيان متقاربان .
باب جهات علوم الأئمّة عليهم السلام
قوله : (عن عليّ السائي) . [ح ۱ / ۶۸۹]
في القاموس في باب الواو : «الساية : بلد بمكّة ، أو واد بين الحرمين» ۲ .