ليس قوم لم يبعث إليهم كيلا يستطيعوا؛ «لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْ لَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى»۱ .
قوله : (فقال اللّه جلّ ذكره :«وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ»؛«وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ») . [ح ۳ / ۷۶۸]
هذا الترتيب بعينه ليس في القرآن ، نعم ذكر «وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ» في سورتين :
الاُولى سورة حجر ، قال تعالى : «لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَقُلْ إِنِّى أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلَها آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ»۲ .
الثانية : سورة النحل ، قال تعالى : «وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَا بِاللّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِى ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ»۳ ، وليس «وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ» في غير هذين الموضعين .
وقوله : «وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ»۴ [ح 3 / 768] في سورة الزخرف ليس إلّا قال تعالى : «وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ»۵ .
فمقصود الإمام عليه السلام ذكر ما التقط من القرآن ممّا ورد في نصب أمير المؤمنين عليه السلام ، وتسلية نبيّه صلى الله عليه و آله عن حزنه على الجاحدين المكذّبين ، وتقوية قلبه بكفاية المستهزئين ؛ فتبصّر واحمد مولاك على ما أولاك .
قوله : (يُعَرِّضُ بِمَنْ رَجَعَ [يُجَبِّنُ أصحابه]) . [ح ۳ / ۷۶۸]
هو عمر ؛ إذ هو المبعوث إلى غزوة أهل خيبر قبل أمير المؤمنين عليه السلام و فرّ منهم .