575
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

الجيم : «أنّه صلى الله عليه و آله قال في مرضه: ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي. فقالوا: ما شأنه ؟ أهجر ، أي أهذي ؟ يُقال: هجر يهجر هجرا : إذا هذي ، وأهجر : أفحش» ۱ انتهى .
أقول : قد استفاض من نقلة الآثار من العامّة والخاصّة أنّ ابن الخطّاب هو الذي ردّ على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذلك ونسبه إلى الهذيان ، ولعلّ هذا الفاضل لمّا تفطّن لأنّ هذه الكلمة صريحة في كفر قائلها ، غيّر الاُسلوب وأبهم القائل فرارا من الافتضاح ، ولم يتبيّنه بأنّ من استشمّ رائحة العقل علِمَ أنّ الذي سمّى مثل هذا النصح بالهذيان من هو ، ولأيّ غرض أقدم على هذا ، وفي المثل السائر : إذا وضع البيطار مكواته في النار تفطّن البغل الشموس ؛ لأنّ المقصود كيّه .
وممّا يشهد ما قلناه من أنّ القائل هو ذاك ما قال فاضلهم ومتتبّعهم ابن الأثير في النهاية حيث فسّر الهجر أوّلاً بالهذيان والفحش والتخليط ، ثمّ قال :
ومنه حديث مرض النبيّ صلى الله عليه و آله ، قال : ما شأنه ؟ اهجر ؟ أي اختلط كلامه على سبيل الاستفهام ، أي هل تغيّر كلامه واختلط لأجل ما به من المرض ؟ هذا أحسن ما يقال فيه ، ولا تجعل إخبارا فيكون إمّا من الفحش أو الهذيان ، والقائل كان عمر ولا يظنّ به ذلك ۲ . انتهى .
وفي شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة في شرح قوله عليه السلام : «للّه بِلادُ فُلانٍ فلقد قَوَّمَ الأوَدَ» :
روى ابن عبّاس قال : دخلت على عمر في أوّل خلافته ، وقد اُلقي له صاع من تمر على خصفة ، فدعاني إلى الأكل ، فأكلت تمرة واحدة ، فأقبل فأكل حتّى أتى عليه ، ثمّ شرب من جر كان عنده ، واستلقى على مرفقة له ، وطفق يحمد اللّه ، يكرّر ذلك .
ثمّ قال : من أين جئت يا عبد اللّه ؟ قلت: من المسجد ، قال : كيف خلّفت ابن عمّك ؟ فظننته يعني عبد اللّه بن جعفر ، قلت : خلّفته يلعب مع أترابه ، قال : لم أعن ذلك ، إنّما عنيت عظيمكم أهل البيت . قلت : خلّفته يمسح بالغرب على نخيلات من فلان

1.الفائق في غريب الحديث، ص ۳۹۱.

2.النهاية، ج ۵، ص ۲۴۶ (هجر) مع تلخيص و اختلاف يسير.


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
574

وقوله : «يجبّن» حال عن فاعل «رجع» . في الأساس : «جبّنته : نسبته إلى الجبن» ۱ . وفي القاموس : «هو يُجبَّن تجبينا : يُرمى به» ۲ .
قوله : (فَوَقَعَتْ حَسْكَةُ النفاقِ في قلوبِ القومِ) . [ح ۳ / ۷۶۸]
في القاموس : «الحسكة ـ محرّكةً ـ : نبات تعلق ثمرته بصوف الغنم» ۳ .
قوله : (كَبَّتَ عَدُوَّنا) . [ح ۳ / ۷۶۸]
في القاموس : «كبته يكبته : صرعه ، وأخزاه ، وردّ العدوّ بغيظه ، وأذلّه» ۴ .
قوله : (فَيَشْمَتُ بك العَدُوُّ) . [ح ۳ / ۷۶۸]
في القاموس : «شمت ـ كفرح ـ : فرح ببليّة العدوّ» ۵ .
قوله :«يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ»۶. [ح ۳ / ۷۶۸]
الضمير المرفوع عائد للموصول الذي هو فاعل علم ، والمجرور للرسول واُولي الأمر . والاستنباط : الاستخراج . ذكره الجوهري ۷ .
قوله : (بضَبْعِ ابن عمّه) . [ح ۳ / ۷۶۸]
في القاموس : «الضبع : العضد كلّها ، أو وسطها بلحمها ، أو الإبط ، أو ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه» ۸ .
قوله : (بين ظَهْرانِينا) . [ح ۳ / ۷۶۸]
في القاموس : «هو بين ظهريهم وظهرانيهم ـ ولا تكسر النون ـ وبين أظهرهم ، أي وسطهم» ۹ .
قوله : (في مَرَضِه الذي تُوُفِّيَ فيه) . [ح ۴ / ۷۶۹]
وممّا وقع في مرضه الذي توفّي فيه ما نقله العلّامة الزمخشري في الفائق في الهاء مع

1.أساس البلاغة، ص ۸۲ (جبن).

2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۰۸ (جبن).

3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۹۸ (حسك).

4.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۵۵ (كتب).

5.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۵۱ (شمت).

6.النساء (۴) : ۸۳ .

7.الصحاح، ج ۳، ص ۱۱۶۲ (نبط).

8.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۵۳ (ضبع).

9.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۸۲ (ظهر).

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 127188
صفحه از 637
پرینت  ارسال به